اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ١٥ تموز ٢٠٢٥
د. طلال الحربي
في زمنٍ يترنح فيه العالم تحت وطأة انهيار القيم الإنسانية، تبرز المملكة العربية السعودية كقلعة أخلاقية شامخة، تدعو إعادة الضمير الإنساني إلى مكانته التي كاد يفقدها. في تعاملها مع الأزمات العالمية، لم تكتفِ المملكة بالخطابات الدبلوماسية التقليدية، بل أطلقت صرخة مدوية توقظ ضمير عالمٍ غرق في وحل المصالح الضيقة، وكاد أن ينسى مبادئ العدل والإنسانية.
لقد جاءت مواقف المملكة الحازمة كالصاعقة التي تهزّ ضمير الإنسانية، لتذكّر العالم بأن الأمن الحقيقي لا يُبنى بالترسانة العسكرية وحدها، بل بقوة المبادئ والقيم المشتركة. في وقتٍ تتصاعد فيه النزاعات وتتسع الانقسامات، قدمت المملكة رؤيةً واضحةً تقوم على احترام القانون الدولي، وحماية حقوق الإنسان، ورفض سياسة الكيل بمكيالين.
كشف الواقع المخزي: حين يصبح انتهاك القيم 'عادياً'
أزاحت المملكة الستار عن الانهيار الأخلاقي في المنظومة الدولية، حيث تحولت انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي إلى 'أمرٍ عادي' لا يستدعي الإدانة! هذا الانحدار الخطير لا يهدد منطقة الشرق الأوسط فحسب، بل يضرب أسس التعايش الإنساني في العالم أجمع.
ففي خضمّ موجة العنف التي تجتاح مناطق التوتر، يبدو أن العالم قد فقد بوصلته الأخلاقية: إن القوانين الدولية تُنتهك بكل وقاحة، والحقيقة تُشوّه وتُحرّف وفق الأهواء السياسية، والقيم الإنسانية تُباد مقابل صفقاتٍ ومصالح آنية.
ما تدعو إليه المملكة هو جوهر الأديان السماوية، التي اتفقت جميعها على قيم:
العدل حيث لا ظلم ولا محاباة، والرحمة حيث حماية المدنيين والأبرياء، السيادة احترام استقلال الدول، والحوار حيث رفض العسكرة وحل النزاعات سلمياً.
ولم تكتفِ المملكة بالكلام، بل قادت تحركات دبلوماسية جادة لتوحيد الصف العربي والإسلامي والدولي، ورفضت أي خرق للقانون الدولي، مؤكدةً على حماية سيادة الدول ووحدة أراضيها، وحل النزاعات بالحوار لا بالعنف، وإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، وضمان أمن المنشآت النووية المدنية تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
العالم لم يعد يحتمل المزيد من التردي الأخلاقي، الصمت أمام الظلم ليس حياداً، بل تواطؤ. والمملكة، برؤية قيادتها الحكيمة، ترفع صوتاً ينادي: كفى! لقد حان الوقت لاستعادة القيم الإنسانية قبل أن يفقد العالم إنسانيته تماماً.
مواقف المملكة ليست دفاعاً عن مصالح إقليمية فقط، بل هي معركة من أجل مستقبلٍ إنساني عادل. فهل سيستفيق العالم قبل فوات الأوان؟
بقيادة المملكة، يعود الأمل.. وتعود البوصلة الأخلاقية إلى مكانها الصحيح.