اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة سبق الإلكترونية
نشر بتاريخ: ٩ شباط ٢٠٢٥
يؤكد الكاتب والمحلل السياسي طارق الحميد، أن 'فكرة' الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تهجير أهل غزة إلى الأردن ومصر، 'فكرة' خطرة ومجنونة، وأمر غير قابل للتحقق، خصوصًا في ظل الرفض العربي والدولي، مطالبًا الجميع برفض جميع الأفكار المجنونة بصوت واحد، وغضب متساو، وضرورة الشروع بخطة اليوم التالي الآن، وأول بنودها أن تحكم السلطة الفلسطينية غزة، وتعيد إصلاح نفسها ليتسنى إصلاح وإعادة إعمار غزة.ترامب أربك الجميع
وفي مقاله 'غزة... الريفييرا و«الدحديرة»! 'بصحيفة 'الشرق الأوسط'، يقول 'الحميد' : 'أربك الرئيس دونالد ترامب الجميع، بالمنطقة، والعالم، والداخل الأمريكي، بسبب طرحه «فكرة» تهجير أهل غزة إلى الأردن ومصر، وإعادة إعمارها تحت ملكية أمريكية، وتحويلها إلى «ريفييرا الشرق الأوسط» .. وما زالت الربكة مستمرة؛ لأن الرئيس ترامب لا يزال يطور ويبلور فكرته غير القابلة للتنفيذ، التي تتطلب إرسال قوات توازي ثلاثة أضعاف ما تم إرساله لإطاحة نظام صدام حسين. كما تتطلب أموالاً طائلة لا يمكن أن تتكفل بها واشنطن ترامب، أو دول المنطقة'.'التهجير' أمر غير قابل للتحقيق
ويعلق 'الحميد' قائلاً : 'مفهوم ومبرر حجم الغضب العربي الرافض والمستهجن، لـ«فكرة» تهجير أهل غزة، لكن علينا تذكُّر أن الرئيس ترامب نفسه هو من يريد ضم كندا للولايات المتحدة، وكذلك «غرينلاند»، واستعادة قناة بنما، وإعادة تسمية خليج المكسيك، أي تغيير خرائط العالم!.. وهذا أمر غير قابل للتحقيق، وكل ما يمكن أن يحدث هو مزيد من الربكة الدولية، وإلا فكيف «تمتلك»، أو تستولي، أمريكا على غزة، وتحاول ضم كندا، و«غرينلاند»، أي «أرض الناس»، ثم تحارب وأوروبا روسيا بسبب أوكرانيا، وتعادي الصين بسبب تايوان؟'.ليست الفكرة الوحيدة المجنونة
ويرى 'الحميد' أن ما فعلته 'حماس' يندرج تحت عنوان الأفكار المجنونة ويقول : 'صحيح هي «فكرة» خطرة ومجنونة، أي تهجير أهل غزة، لكن هل هي الفكرة المجنونة الوحيدة تجاه غزة؟ الأكيد لا. فهناك أفكار أخطر نفذت، وتنفذ، ومنذ أعوام، ودون ردود فعل صاخبة. تعالوا نقارن.. أيهما أخطر، تهجير أهل غزة، أم تدميرها، والتسبب في مقتل قرابة 50 ألفًا، وإصابة أكثر من 96 ألفًا، وبنسبة مبانٍ مدمرة ومتضررة بلغت 60 في المائة، وما لا يقل عن 5 أعوام لإعادة الإعمار؟ التهجير أخطر أم وقوع 5 حروب على مساحة 360 مترًا مربعًا، وعدد سكان يتجاوز مليوني نسمة؟.. أيهما أخطر، تهجير أهل غزة، أم استمرار الانقسام الفلسطيني - الفلسطيني، وتبديد حلم الدولة؟ أيهما أخطر، التهجير، أم أن تكون غزة خاضعة لحكم ميليشيا «حماس»، ونصفهم بالخنادق، والنصف الآخر بالفنادق، وأهل غزة تحت سماء مفتوحة لعربدة الطائرات الإسرائيلية؟.. أيهما أخطر، التهجير، أم أن يحاك قرار غزة بـ«غرفة بيروت» وبأوامر إيرانية تحت إشراف حسن نصر الله وقتها، وقبله قاسم سليماني؟ وأيهما أخطر «فكرة» ترامب المجنونة، أو أن تقول السلطة أن لا خطة لليوم التالي قبل وقف الحرب؟
أيهما أخطر؛ مفاوضة إيران من أجل غزة، أم مفاوضة ترامب على «فكرة» التهجير؟ الإجابة بسيطة جدًا : كلها خطر، سواء «فكرة» ترامب، أو ما فعلته وتفعله «حماس»، وكذلك قصر نظر السلطة وعدم ارتقائها لحجم الحدث، وإدراك خطورته على مسار القضية برمتها'.نرفض الأفكار المجنونة.. والحل أن تحكم السلطة غزة
وينهي 'الحميد' قائلاً : 'وعليه، فلا بد أن يكون رفض جميع الأفكار المجنونة بصوت واحد، وغضب متساو، وضرورة الشروع بخطة اليوم التالي الآن. وأول بنودها، وقبل التفكير بإعادة الإعمار، أو اكتمال وقف إطلاق النار، هو أن تحكم السلطة غزة، وتعيد إصلاح نفسها ليتسنى إصلاح وإعادة إعمار غزة.. عدا ذلك ما هو إلا دوران في حلقة مفرغة، وتشريع الأبواب لمزيد من «الأفكار» المجنونة المدمرة لكل القضية، لا غزة وحدها. ولكيلا يكون واقع غزة والقضية مثل المثل الشعبي: «من حفرة لدحديرة»، أي الانحدار'.