اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ٢١ أيلول ٢٠٢٥
الرياض - نايف الحربي
أوضح خبير الاتصال المؤسسي الدكتور رياض بن ناصر الفريحي، في حديثه إلى صحيفة «الرياض»، أن المدير الناجح في بيئات الأعمال الحديثة لا يُقاس بقدرته الفردية على اتخاذ القرار فحسب، بل بمهارته في اختيار الموظف المناسب في المكان المناسب، وتهيئة بيئة عملية قادرة على إطلاق إمكانات الأفراد وتحويلها إلى قيمة مضافة للمؤسسة.
وبيّن الفريحي أن ما يزيد على 80٪ من حالات ضعف الأداء المؤسسي ترتبط مباشرة بسوء التوظيف أو غياب وضوح الأدوار، الأمر الذي يجعل عملية الاختيار الدقيق للكفاءات اتصالية-استراتيجية تتجاوز كونها مجرد إجراء إداري تقليدي.
وأضاف: «الموظف الناجح، بطبيعته، يبحث عن مدير يُشبه تفكيره ويُقدّر مساهمته، بينما المدير الناجح هو من يُحسن إدارة هذا التنوع، فيحوّل اختلاف العقول إلى مصدر ابتكار وإبداع». مشيرًا إلى أن دراسات القيادة الحديثة أظهرت أن المؤسسات التي تُحسن إدارة التنوع الفكري تحقق نموًا في الإنتاجية يتجاوز 20٪ مقارنة بالمؤسسات التقليدية، مما يؤكد أن النجاح المؤسسي لا يقوم على التشابه التام بقدر ما يقوم على التناغم والانسجام الاتصالي.
وأكد الفريحي أن الاتصال المؤسسي يمثل جسر النجاح بين المدير والموظف؛ إذ إن بناء قنوات واضحة وشفافة يضمن انتقال الرسائل من الإدارة العليا إلى الموظفين بالوضوح نفسه الذي تعود فيه من الموظفين إلى القادة. واستشهد بتقرير جمعية العلاقات العامة الأمريكية (PRSA) الذي أشار إلى أن المؤسسات التي تطبّق هذا النموذج تقل فيها نسبة دوران الموظفين بما يقارب 30٪، لأن الاتصال لم يعد أداة للإعلام فحسب، بل منظومة تشاركية تُسهم في صناعة القرار وتعزز الهوية المشتركة.
واختتم الدكتور الفريحي بقوله: «المدير الناجح في عصر التميز المؤسسي هو من يدرك أن دوره يتجاوز الإدارة إلى بناء منظومة اتصالية شاملة تستثمر في العقول قبل الأدوات، وتنمّي ثقافة الابتكار كخيار استراتيجي». مبينًا أن مؤشرات الجودة العالمية تؤكد أن المؤسسات ذات القادة المبتكرين تحقق عوائد استثمارية أعلى بنسبة 25٪ على المدى البعيد، ليصبح النجاح المؤسسي رحلة تبدأ بقرار رشيد، وتتسع عبر اتصال فعّال، وتنضج لتتحول إلى تميز مستدام.