فارس الغنام: إتش اس بي سي يستثمر بقوة في الكوادر السعودية

مع مواصلة المملكة العربية السعودية تحقيق مستهدفات رؤية 2030، أصبح تطوير الكفاءات الوطنية ركيزة أساسية في نمو القطاع المصرفي. وتتصدر شركة إتش اس بي سي العربية السعودية هذا الجهد من خلال استثمارها في التوطين وتنمية المسارات المهنية للمواهب الوطنية على المدى الطويل. وفي هذا الحوار، يسلط فارس الغنام، الرئيس التنفيذي وعضو مجلس الإدارة، لشركة إتش إس بي سي العربية السعودية ، الضوء على جهود البنك في بناء جيل جديد من القيادات المصرفية السعودية عبر برامج تدريب عالمية، وإرشاد مهني، ومشاركة فعّالة في تنمية القطاع المصرفي في المملكة:

1- كيف ترون مدى تقدم برنامج التوطين في القطاع المصرفي؟ وما الذي يمكن فعله لجذب الكفاءات والمهارات إلى هذا القطاع؟

نعتقد أن برنامج التوطين في القطاع المصرفي السعودي يتقدم بثبات، بفضل الدعم الذي يحظى به من قبل المبادرات والأهداف الحكومية، وبمشاركة فعّالة من القطاع الخاص.

ونحن في إتش إس بي سي ملتزمون بالاستثمار في تطوير الكفاءات والمهارات السعودية على المدى الطويل، وذلك من خلال توفير مسارات مهنية مشجعة، وبالتعاون في جهود تطوير المهارات على مستوى القطاع. كما أننا نتابع باستمرار مدى التقدم في تحقيق أهداف برامج التوطين الوطنية من خلال اتباع وتطبيق معايير شفافة، وكذلك بالتعاون المستمر مع شركائنا في القطاع الحكومي وقطاع الأعمال. ومن الجدير بالذكر أن معدل التوطين في شركة إتش إس بي سي العربية السعودية وفقاً لسجلات وزارة الموارد البشرية يبلغ 84%، مما يعكس قوة التوظيف على المستوى المحلي.

ومع ذلك، فإن استراتيجيتنا الخاصة بالتوطين تتجاوز مجرد كونها تحقيق نسب محددة وحسب، حيث أننا نركز أيضاً على بناء جيل من الكفاءات والمهارات السعودية التي تنظر إلى القطاع المصرفي كمسار مهني طويل الأمد، وليس مجرد محطة مؤقتة. ولهذا السبب، فإننا نركز على برامج التدريب والتوجيه والتطوير المُهيكلة بقدر تركيزنا على التوظيف.

2- كيف تُساعد إتش إس بي سي الكفاءات السعودية على تعلم أفضل الممارسات العالمية؟ وما هي فرص العمل المتاحة في أسواق إتش إس بي سي الأخرى؟

يعود تاريخ تواجد بنك إتش إس بي سي في المملكة العربية السعودية إلى أكثر من 70 عاماً؛ ونحن فخورون بكوننا ولا نزال جزءاً من خطط التنمية الاقتصادية للمملكة، ولا يزال التزامنا تجاه تطوير المهارات والخبرات السعودية يشكل جزءاً أساسياً من استراتيجيتنا للاستثمار والتنمية في المملكة.

كما أننا نواصل الاستثمار في تطوير برامج تُتيح للشباب السعودي الفرصة للحصول على تدريب عالمي المستوى واكتساب الخبرة الدولية.

وأعتقد أن ما يجذب الكفاءات السعودية إلى إتش إس بي سي ليس العمل الوظيفي نفسه فحسب، بل الفرصة للتعلم والنمو داخل بنك عالمي. فنحن نُقدم التدريب في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى إتاحة الفرص لهم للعمل والتدرب في مكاتبنا الإقليمية والدولية. وهذا أمر فريد من نوعه، إذ يُتيح لموظفينا فرصة استكشاف أسواق مختلفة، والعمل مع فرق عمل مُختلفة، والعودة إلى المملكة ولديهم المهارات والثقة اللازمة لتولي مناصب قيادية.

3- ما هي برامج التطوير والتدريب التي تقدمها إتش إس بي سي؟ وكيف تتعاونون مع المشاركين الآخرين في القطاع المالي لدعم تطوير مهاراتهم على نطاق أوسع؟

تقدم شركة إتش إس بي سي العربية السعودية مجموعة واسعة من برامج التطوير والتدريب التي تهدف إلى تنمية وصقل المهارات في مختلف مراحل مسيرتهم المهنية.

إذ تركز برامج التدريب المتبادلة والتدريب الداخلي على طلاب الجامعات والخريجين الجدد حيث توفر لهم الفرصة لاكتساب خبرة عملية في قطاع الشركات والمؤسسات مع بناء وتعزيز مهاراتهم الأساسية.

ويهدف برنامج 'انطلاق'، وهو مبادرة رائدة لمدة عام واحد تستهدف الخريجين، إلى سد الفجوة بين التعليم الأكاديمي والخبرات العملية، ويؤهل المشاركين للدخول إلى سوق العمل السعودي والدولي بثقة تامة. ويتميز البرنامج بتطبيق معايير إتش إس بي سي العالمية، ويضيف قيمة كبيرة إلى المسارات المهنية للمتدربين. كما يتم تقديم برنامج تدريبي عالمي للخريجين الذين انضموا بالفعل إلى إتش إس بي سي، مما يمنحهم تعليماً منظماً وخبرات في مختلف مجالات الأعمال لضمان اكتسابهم للخبرة العالمية، وتطبيق أفضل الممارسات الدولية، والمجالات اللازمة لبناء مسار مهني طويل الأمد في مجال الخدمات المالية.

وبالنسبة لي فإن طموحي هو أن نجعل شركة إتش إس بي سي العربية السعودية الخيار الأمثل للكوادر السعودية الراغبة في العمل في قطاع الخدمات المالية - وهو طموح أعتقد أننا نحققه بالفعل، ولكنه أمرٌ يحتم علينا مواصلة الاستثمار فيه والمحافظة عليه.

كما أننا نقدم برامج تدريبية إضافية لدعم موظفينا في بناء مسيرتهم المهنية. ويعمل البرنامج الإداري على تهيئة الموظفين لتولي المسؤوليات الإدارية من خلال تزويدهم بالمهارات القيادية، والمعرفة العملية، وتجربة العمل في مشاريع متعددة الوظائف، وهو مصمم خصيصاً للموظفين من ذوي الإمكانات والمهارات العالية المستعدين لخوض غمار القيادة.

وأخيراً، صُمم برنامج 'تطوير الكفاءات الواعدة' ليناسب كبار المديرين، إذ يهدف إلى تطوير القدرات والإمكانات اللازمة لتولي المناصب التنفيذية، مع التركيز على القيادة الاستراتيجية، واتخاذ القرارات، والتعامل مع بيئات العمل المعقدة التي يتسم بها القطاع المالي العالمي. وبالإضافة إلى مبادراتنا الداخلية، تتعاون إتش إس بي سي أيضاً مع جهات أخرى مشاركة في القطاع المالي لتعزيز تطوير المهارات على نطاق أوسع، مما يضمن استفادة القطاع ككل من قوة عاملة أقوى وأكثر استعداداً للمستقبل.

4- كيف تسعى إتش إس بي سي للاحتفاظ بالكفاءات السعودية؟

يعتبر الاحتفاظ بالكفاءات والكوادر السعودية من ضمن الأولويات الهامة والأساسية بالنسبة لإتش إس بي سي، ويرتكز على فرص التدريب الفعّالة، والمسارات الوظيفية الواضحة، والمزايا التنافسية، وثقافة التحفيز والتقدير. وبصفتنا أحد البنوك الاستثمارية الدولية الرائدة في المملكة، فإننا نقدم التدريب والخبرة عالية الجودة للمناصب الوظيفية التنافسية عالمياً، مستفيدين من معرفتنا العميقة بالمملكة وخبرتنا العالمية الواسعة على مستوى مجموعة إتش إس بي سي.

ببساطة، نحن جهة العمل الوحيدة في قطاع الخدمات المالية التي تُقدّم تجربة فريدة للعمل لدى بنك عالمي متجذّر في القيم المحلية.

وعندما يختبر الشباب السعوديون الشعور بالتطوير المهني بشكل فعلي، ليس مجرد التدريب، بل الفرصةً لتحمل المسؤولية، فإنهم يقررون البقاء ومواصلة مسيرتهم المهنية في إتش إس بي سي. ومن تجربتي كمواطن سعودي يعمل في البنك في العديد من المناصب الوظيفية لدى إتش إس بي سي، فقد شهدت بنفسي فوائد العمل لدى مؤسسة عالمية. وهذا هو النموذج الذي نسعى إلى تعميمه وتحقيقه هنا في المملكة.

5- فيما يتعلق بالكوادر النسائية السعودية تحديداً في قطاع الخدمات المصرفية الاستثمارية - ما الذي يُمكن فعله لزيادة نسبة هذه المشاركة؟

يعتبر تمثيل العنصر النسائي محوراً أساسياً لنا، إذ تبلغ نسبة النساء العاملات لدى شركة إتش إس بي سي العربية السعودية 33.7% من إجمالي الموظفين، ولقد تم وضع أهداف داخلية لرفع هذه النسبة في المستقبل. كما تُسهم البرامج التي تُقدم الإرشاد، وفرص العمل المرنة، والتواصل، والتطوير المهني، بالإضافة إلى التحولات التنظيمية والتعليمية على مستوى القطاع، في تهيئة بيئة استثمارية أكثر شمولاً. وتظل إتش إس بي سي ملتزمة بتعزيز التنوع بين الجنسين ودعم الكوادر النسائية على جميع المستويات.

6- كيف يُمكن استقطاب الكوادر الوطنية للعمل في القطاع الخاص مع العلم أن الكثير منهم يُفضل العمل في القطاع الحكومي، حيث أن ساعات العمل أقل، والعائد المالي أعلى، بالإضافة إلى العديد من المزايا الأخرى؟

تُقدم بنوك القطاع الخاص، مثل إتش إس بي سي، فرصاً فريدة للتعلم والتطوير والتقدم الوظيفي، وقد لا تُتاح مثل هذه الفرص دائماً في الوظائف الحكومية. كما أن الانتشار الدولي لبنك إتش إس بي سي، وتركيزه على التميًز والارتقاء الوظيفي واستثماره في رفاهية الموظفين يجعله جهة عمل مشجعة. وتشمل جهود استقطاب الكفاءات السعودية عرض مسارات مهنية مُتميزة، ونظام حوافز واضح، وثقافة عمل قائمة على الثقة والمرونة والتطوير المُستمر. وفي نهاية المطاف، فإن وضع الموظفين في أدوار وظيفية تتناسب مع طموحاتهم ومهاراتهم، وتوفير الدعم الشخصي والمهني القوي لهم، يعني أن السعوديين قادرون على التفوق وإحداث تأثير هادف وطويل الأمد.