اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة عكاظ
نشر بتاريخ: ٢٥ أيلول ٢٠٢٥
في ذكرى البيعة، تقف المملكة العربية السعودية اليوم على مفترق طرق بين الماضي والحاضر، مستذكرة لحظات الانطلاق الأولى لمشاريع التحول الوطني والاجتماعي والاقتصادي، ومحتفلة بما تحقق خلال العقد الماضي. هذه السنة، قررنا أن نحتفل بهذه الذكرى بطريقة مختلفة، مبتكرة وغير تقليدية: من خلال رسائل المواطنين إلى الماضي، رسائل تحمل في طياتها التأمل، الفخر، والدروس المستفادة.
شارك مواطنون من مختلف الأعمار والمناطق للتعبير عما لاحظوه، وتقديره، وما يرغبون في قوله لأهل الماضي، لتشكل هذه الرسائل نافذة على رحلة المملكة منذ تلك اللحظة التاريخية وحتى اليوم.
من الرياض: رؤية الأجيال الصغيرة
كتبت سلمى العتيبي (معلمة في إحدى المدارس الابتدائية بالرياض): «إلى نفسي في 2015، أود أن أخبرك أن ما بدأ في تلك السنوات كان البداية فقط. الآن، بعد عشر سنوات، ترى المملكة في كل شارع ومشروع ما هو أكثر من مجرد تخطيط، إنه أثر حقيقي على حياتنا اليومية. فالمدارس أصبحت ذكية، والمدن أضحت أكثر تنظيما، والتعليم بات متاحا أكثر من أي وقت مضى. حافظي على الأمل، وشاركي في كل مشروع تشاركين فيه».
رسالة سلمى لم تكن مجرد كلمات، بل انعكاس لتجربة الجيل الجديد من المواطنين، الذين شهدوا تحولات ملموسة في حياة التعليم، والشباب، والمجتمع المدني.
من جدة: بين التجارة والاقتصاد
في جدة، كتب رجل الأعمال محمد مدني نصائحه لشاب كان يدرس الاقتصاد في جامعة الملك عبدالعزيز: «إلى نفسي قبل 11 سنة، كنتَ متحمسا لمستقبلك ولمستقبل المملكة، لكن لم تتخيل حجم المشاريع الاقتصادية والتحولات التي حدثت. واليوم، أصبح الابتكار وريادة الأعمال محورين أساسيين في كل خطة وطنية، وبدأت المملكة تحتل موقعا رائدا في التجارة والاستثمار الإقليمي والعالمي. ثق أن الصبر على التعلم والمثابرة سيكافئك أكثر مما تتصور».
رسائل مثل هذه توضح كيف انعكست السياسات الاقتصادية والتحولات الإستراتيجية على المواطنين، من تحسين بيئة الأعمال إلى تعزيز فرص الاستثمار والتنمية المهنية.
من المنطقة الشرقية: الصحة والرفاهية
في الدمام، أرسلت السيدة زينب المقري رسالة مليئة بالفخر والامتنان: «إلى نفسي الصغيرة في 2015، لم تكن مستعدة لتفهم كم سيصبح النظام الصحي متطوراً بعد 11 سنة. واليوم، نجد المستشفيات الذكية، والتأمين الصحي الشامل، والمراكز الطبية المتخصصة التي لم تكن إلا حلما. اعتنِ بنفسك وبصحتك، فهذه نعمة كبيرة ستدرك قيمتها فيما بعد».
الرسائل بهذا الشكل لم تركز على الإنجازات فقط، بل سلطت الضوء على أثرها المباشر على حياة الناس اليومية: الصحة، والتعليم، والخدمات، وجودة الحياة.
من حائل: الثقافة والتراث
في حائل، كتب الشاب فهد الشمري رسالة أخرى: «إلى نفسي في 2015، استمع جيداً إلى قصص الأجداد واعتنِ بالتراث. بعد 11 سنة، سترى المملكة وهي تعيد اكتشاف تاريخها وحضارتها، مع الحفاظ على الهوية الوطنية والانفتاح على العالم. المتاحف، والمهرجانات، والفعاليات الثقافية لم تعد مجرد نشاطات جانبية، بل أصبحت جزءا من الحياة اليومية».
من خلال هذه الرسالة، يظهر بوضوح كيف أسهمت السياسات الوطنية في تعزيز الهوية الثقافية، مع تحقيق توازن بين الأصالة والمعاصرة.
من مكة: البنية التحتية والتنمية
في مكة، كتب المهندس محمد القرشي رسالة إلى نفسه: «إلى نفسي في 2015، ركّز على التعلم، استثمر في مهاراتك، وكن صبوراً. فاليوم، ترى المملكة تتغير أمام عينيك: الطرق، والقطارات، والجسور، والأنفاق، والمدن الجديدة لم تعد حلما، بل واقع ملموس. ستكتشف أن كل خطوة علمية وعملية ساهمت في بناء هذا المستقبل».
هذا النوع من الرسائل يوضح كيف انعكست خطط التنمية الوطنية على البنية التحتية والمشهد الحضري، لتصبح الحياة اليومية أكثر سهولة وانسيابية، مع توفير فرص العمل وتحسين الخدمات العامة.
دروس وتجارب: ماذا تعلّم المواطن؟
تجمع هذه الرسائل معاً صورة شاملة عن المملكة في الذكرى الحادية عشرة للبيعة. فالمواطنون لم يقتصروا على التحدث عن الإنجازات، بل شاركوا أيضا تجاربهم الشخصية والدروس المستفادة، مثل:
أهمية الصبر والمثابرة في مواجهة التحديات اليومية.
قيمة التعليم والمعرفة كأساس للتقدم الشخصي والوطني.
الترابط المجتمعي وأهمية المشاركة في بناء الوطن.
الحفاظ على التراث والهوية مع الانفتاح على التجديد والتطور.
لقد كانت كل رسالة تحمل روحاً من التأمل والتقدير لما تحقق، وتضع المواطنين في موضع الراوي والمستفيد والناقد في نفس الوقت.
تأثير الأعوام: انعكاس على المجتمع
من خلال هذه الرسائل، يمكن استخلاص أثر السياسات الوطنية على مختلف جوانب الحياة:
التعليم: توسع عدد الجامعات، وإدخال برامج التعليم الرقمي، وتعزيز البحث العلمي.
الصحة: إنشاء مستشفيات متطورة، وتحسين البنية التحتية الصحية، وبرامج الوقاية والتثقيف الصحي.
البنية التحتية: شبكات طرق ومواصلات ذكية، وتطوير المدن، ومشاريع حضرية متكاملة.
الاقتصاد: دعم ريادة الأعمال، والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وجذب الاستثمارات الأجنبية.
الثقافة والفنون: إحياء المهرجانات، والمتاحف الجديدة، ودعم الصناعات الثقافية والفنية.
باختصار، الـ11 سنة الماضية لم تكن مجرد فترة زمنية، بل مرحلة تحول جذري على مستوى المواطن، المجتمع، والمملكة ككل.
من الماضي إلى المستقبل
إذا كانت رسالة الماضي إلى الحاضر تحمل امتناناً، فإن الرسائل القادمة من المستقبل إلى اليوم ستكون كذلك. المواطنون اليوم، وهم يكتبون لماضيهم، يضعون حجر الأساس لأجيال الغد، ملهمين إياها بالقيم، الطموح، والإصرار على المضي قدماً.
هذه الرسائل ليست مجرد كلمات؛ إنها شاهد حي على قوة التغيير، وتأثير المشاريع الوطنية، والروح الوطنية التي توحد الجميع. فهي تروي قصة المملكة بطريقة إنسانية، قريبة من قلب كل مواطن، وتعيد التأكيد على أن كل خطوة خلال العقد الماضي كانت استثمارا في مستقبل مشرق، يحمل وعداً بالمزيد من الإنجازات خلال السنوات القادمة.أخبار ذات صلة«سلمان للإغاثة».. جسور الخير إلى العالم أجمعالسعودية ستواصل بناء منظومة عالمية للمساعدات تضمن للجميع العيش بسلام وأمن وكرامة