اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٢٦ تشرين الثاني ٢٠٢٥
في جناح يفيض بروح حضرموت وألوانها الدافئة، يقف الحرفي اليمني فؤاد صالح، أحد أبرز صناع الحياكة الشحرية، الحرفة العريقة التي تشتهر بها المنطقة، ليحولها إلى مشروع حياة وشغف مستمر.
الحياكة الشحرية ليست مجرد خيوط وآلة، بل هي فن بصري قائم على الرسم والكتابة على القماش، حيث يقوم فؤاد عبر آلة تقليدية قديمة بخياطة الكلمات والزخارف والعبارات بدقة متناهية، عملية تُنفَّذ بالكامل يدوياً، وتستلزم مهارة عالية وتركيزاً مطولاً.
وتتنوع أعماله بين نوعين، حياكة تقليدية تمثل موضة معاصرة يختار المجتمع أشكالها وألوانها وقصاتها، وحياكة تراثية تُستخدم في المناسبات والأعراس، تتميز بلمعة خاصة تجعل الملابس وكأنها مشعة بضوء داخلي، وهي الأكثر طلباً كونها تجسّد الهوية الحضرمية الفريدة.
وعلى مدى ثلاثة عقود، أنتج فؤاد عشرات الأنواع من الملابس الرجالية والنسائية، إلى جانب البراقع النسائية، التي تُعد جزءاً أساسياً من الموروث في بعض مناطق اليمن، حيث كل قطعة تُنجز كلوحة صغيرة تحمل نقوشاً وكلمات تعكس المكان والإنسان والحكاية.
وحين يروي فؤاد بداياته، يذكر كيف كان يراقب أخاه الأكبر وهو يتحرك بالآلة التقليدية بحرفية، وكيف استهواه الانسياب والدقة في الخطوط، فجلس إلى جانبه وتعلم الحرفة يوماً بعد يوم، حتى أصبح اليوم من أبرز صناعها في حضرموت.
وتأتي مشاركة فؤاد ضمن فعاليات الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية 'بنان'، الذي تنظمه هيئة التراث، لتمنح الزوار نافذة على حرفة نادرة ما زالت حاضرة بقوتها في الذاكرة اليمنية، حيث يجد كل زائر في جناحه أن كل قطعة تحمل أكثر من جمال، فهي تجسد روح حضرموت، وملمس تاريخها، وعبق البيوت القديمة في الشحر.










































