السفير السعودي يسلم أوراق اعتماده للرئيس الفلسطيني

رام الله - الخليج أونلاين

السفير السعودي الجديد لدى فلسطين أكد تمسك المملكة بمبادرة السلام العربية كأساس لحل القضية الفلسطينية

تسلم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الثلاثاء، أوراق اعتماد سفير المملكة العربية السعودية، نايف بن بندر السديري، سفيراً فوق العادة، مفوضاً غير مقيم لدى دولة فلسطين، وقنصلاً عاماً في مدينة القدس.

جاء ذلك خلال استقبال الرئيس عباس للسفير السعودي في مقر الرئاسة في مدينة رام الله، في إطار زيارة يجريها الأخير إلى فلسطين تستمر يومين.

ووفق وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، فقد رحب الرئيس عباس بالسفير السديري، مشيداً بزيارته المهمة إلى فلسطين وتعيينه سفيراً للرياض لدى فلسطين.

وأضاف عباس، أن 'هذه الخطوة ستسهم في تعزيز العلاقات الأخوية المتينة التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين'.

من جانبه، قال السفير السعودي عقب اللقاء، 'تشرفت بنقل تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، إلى الرئيس محمود عباس، وتقديم أوراق الاعتماد للرئيس'.

وأضاف السديري: 'أكدنا على العلاقة الوثيقة التي تربط السعودية بفلسطين، وستكون هذه الزيارة فاتحة لتعزيز المزيد من العلاقات في جميع المجالات' مؤكداً على مواقف المملكة الداعمة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

وقبل الاجتماع مع الرئيس عباس، التقى السفير السعودي مع وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، في مقر الوزارة برام الله.

وأفادت 'وفا' بأن السديري سلم نسخة من أوراق اعتماده إلى الوزير المالكي.

من جانبه، رحب الوزير الفلسطيني بالسفير السديري، مشيداً بعمق العلاقات التاريخية والأخوية المتجذرة التي تربط البلدين.

كما ثمن المواقف الأخوية الصادقة للمملكة في دعم وإسناد حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية العادلة والمشروعة في المحافل كافة.

وأشاد أيضاً بدور المملكة الطليعي من أجل إحلال السلام والاستقرار في المنطقة وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية.

واعتبر المالكي أن هذه الزيارة محطة تاريخية مهمة لتعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، وفتح المزيد من آفاق التعاون المشترك في المجالات كافة.

من جانبه، عبر السديري عن سعادته بتمثيل بلاده لدى فلسطين وبوجوده في بلده فلسطين، وحيا صمود وتضحيات الشعب الفلسطيني.

وبعد اجتماعه مع المالكي، أكد السفير السعودي، في تصريحات للصحفيين، تمسك المملكة بمبادرة السلام العربية كأساس لحل القضية الفلسطينية وباعتبارها النقطة الأساسية في أي اتفاق قادم'.

ولفت السديري إلى تصريحات ولي العهد السعودي الأسبوع الماضي، 'والتي أشار فيها بوضوح لاهتمامه البالغ بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني'.

كما أشار لتصريحات أدلى بها أيضا وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، 'بخصوص أهمية القضية الفلسطينية، وحلها على أساس حل الدولتين بما يفضي إلى إقامة دولة فلسطين'.

وصباح اليوم الثلاثاء، وصل السفير السعودي إلى الضفة الغربية في أول زيارة لوفد سعودي منذ ثلاثة عقود للأراضي الفلسطينية المحتلة.

وقالت وكالة 'الأناضول'، إن السفير نايف بن بندر السديري وصل الضفة الغربية عبر معبر 'الكرامة' (اللنبي) قادماً من الأردن في زيارة رسمية مدتها يومين.

وتستمر زيارة السفير والوفد المرافق حتى الأربعاء، بحسب بيان سابق لوزارة الخارجية الفلسطينية.

ونقلت وكالة 'رويترز' عن مسؤول فلسطيني أن الزيارة تأتي 'وسط مساعٍ دبلوماسية للتوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بين السعودية و'إسرائيل'.

لكنها ذكرت أن مسؤولين أمريكيين أوضحوا أن التطبيع لا يزال بعيد المنال؛ لأنه من المتوقع أن يتضمن اتفاقاً دفاعياً مع واشنطن، وبرنامجاً نووياً مدنياً للسعودية.

والخميس الماضي، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في خطابه أمام الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بعد منح الشعب الفلسطيني كامل حقوقه.

وبدأت إسرائيل بتطبيع علاقاتها مع عدد من الدول العربية منذ عام 2020، منها الإمارات والبحرين، لكن الرياض أحجمت عن الاعتراف بها، قائلة إن مثل هذا التحرك يجب أن يرتبط بتحقيق هدف إقامة الدولة الفلسطينية.

وبرزت تصريحات عديدة مؤخراً، خاصة من قبل مسؤولين إسرائيليين، حول وجود سعي لتطبيع العلاقات مع السعودية، صدر آخرها عن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وسبق أن نفت الرياض وجود أي مفاوضات سلام مع 'إسرائيل'، حيث أكدت مراراً أن تطبيع العلاقات مع تل أبيب مرهون بتطبيق مبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، عام 2002.

وتنص مبادرة السلام العربية على إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية، وعودة اللاجئين، وانسحاب 'إسرائيل' من هضبة الجولان السورية المحتلة.