اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الوطن
نشر بتاريخ: ١٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
احتفى مركز البحوث والتواصل المعرفي في مقره بالرياض بالروائي الصيني الشهير ماي جيا، أحد أبرز الأصوات الأدبية في الصينالحديثة، في ندوة حوارية خاصة عقدت بحضور نخبة من المفكرينوالأكاديميين والأدباء السعوديين والصينيين، ومن بينهم المترجم يحيىمختار، مترجم رواية 'هكذا الحياة'، وذلك ضمن جهود المركز لتعزيزالتبادل الثقافي والمعرفي بين المملكة وجمهورية الصين الشعبية. واستُهل اللقاء بكلمة الدكتور يحيى محمود بن جنيد، رئيس المركز،الذي رحّب بالضيف الصيني وبالوفد المرافق من دار إنتركونتننتال الصينية للنشر، مشيدًا بعمق العلاقات الثقافية بين البلدين، ومؤكدًا أنالتواصل المعرفي هو 'الطريق الأجمل لتقوية الصداقة بين الأمم بعيدًاعن السياسة والاقتصاد'، مشيرًا إلى أن الأدب الصيني، بما فيه منرمزية وإنسانية، يمثّل نافذةً غنية للتعرّف على ملامح الحضارةالآسيوية القديمة والمعاصرة. googletag.cmd.push(function() { googletag.display(div-gpt-ad-1705566205785-0); }); وتولّى إدارة الندوة الأستاذ هيثم السيد، نائب مدير إدارة البحوثومدير وحدة الدراسات الصينية بالمركز، الذي قدّم مقدمة حول تطوّرالأدب الصيني المعاصر، متوقفًا عند تجربة ماي جيا التي تمتازبدمجها بين السرد البوليسي والفلسفة والتاريخ الاجتماعي. كما أشارإلى أن أعماله تُدرّس في عدد من الجامعات الصينية والعالمية لماتتضمنه من عمق إنساني وتناولٍ معقّدٍ للعلاقات بين المعرفة والسلطةوالذاكرة. وقدمت سو تشيان، نائبة مدير الكتب في دار إنتركونتننتال للنشر،كلمةً استعرضت فيها أفق التعاون بين الدار والمركز، مؤكدة أن المملكةتمثل شريكًا ثقافيًا مهمًا للصين في العالم العربي، وأن هذا اللقاءيفتح آفاقًا جديدة للترجمة والنشر المشترك. تلا ذلك عرضٌ مرئي قصير تناول مسيرة ماي جيا الإبداعية منذبداياته في العمل العسكري حتى تحوّله إلى الكتابة الأدبية، كاشفًاعن خلفيات رواياته الشهيرةن مثل 'الشيفرة' و'هكذا الحياة'. وقدّمت الأستاذة مريم (يانغ شوي)، مسؤولة العلاقات الدولية في دارإنتركونتننتال، تعريفًا بالكاتب مسلّطةً الضوء على مكانته في الأدبالصيني الحديث، مشيرة إلى أنه 'يمثل نموذجًا للكاتب الذي يكتببلغةٍ إنسانيةٍ عالميةٍ تتجاوز الحواجز الثقافية'. وعقب ذلك، ألقى الباحث عبدالواحد الأنصاري من المركز قراءة تحليليةلرواية 'هكذا الحياة' لماي جيا، موضحًا أنها تعبّر عن فلسفة مقاومةالانهيار، وأنه استطاع من خلال الرواية تحويل المأساة الشخصية إلىتأملٍ فلسفي في معنى الحرية والمصير.
كما أشار إلى أن أسلوبهيمزج بين الرمزية الشعرية ودقة البناء السردي التي تُظهر وعيًا عميقًابالإنسان وتناقضاته. ثم ألقى ماي جيا كلمته معبّرًا عن سعادته بزيارة المملكة، قائلاً: 'الأدبلا يحتاج إلى ترجمان حين يكون صادقًا، لأنه يتحدث إلى القلبمباشرة'، موضحًا أن الكتابة بالنسبة له وسيلة لفهم الذات والعالم،وأن القارئ العربي يشكّل له تحديًا جميلاً لأنه قارئ ذو ذائقة عاليةوشغف بالمعنى. وعُرض بعدها فيلمٌ موجز عن أعمال ماي جيا التي تُرجمت إلى أكثرمن عشرين لغة، وحققت انتشارًا واسعًا في آسيا وأوروبا وأمريكا. وأعقب ذلك حوار مفتوح ومداخلات بين الحضور والروائي الصيني،شارك فيه الدكتور بشّار عوّاد والروائي عبدالعزيز الصقعبي والقاصخال اليوسف وعدد من الأكاديميين، إضافة إلى السيد تشاو هاييون، نائب المدير العام لإدارة الاستيراد والتصدير بوزارة الإعلام التابعة للحزب الشيوعي الصيني، الذي أشاد في مداخلته بالدورالثقافي الذي يقوم به مركز البحوث والتواصل المعرفي في مدّ جسورالتفاهم بين الشعبين السعودي والصيني. واختُتم اللقاء بحفل غداء أقامه المركز على شرف الضيف، تبادل خلالهالحضور الأحاديث حول مستقبل التعاون الثقافي والترجمة المتبادلةبين المؤلفين ودور النشر في البلدين. يُذكر أن مركز البحوث والتواصل المعرفي يعمل منذ تأسيسه على توثيق التعاون الأكاديمي والثقافي بين المملكة ومختلف دول العالم، من خلالتنظيم الندوات والبحوث والبرامج المشتركة، ويُعد من أبرز المراكزالبحثية السعودية التي تسهم في بناء التواصل الحضاري والمعرفيبين الثقافات.