اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة سبق الإلكترونية
نشر بتاريخ: ١٥ أيار ٢٠٢٥
حذّر الباحث والمتخصّص في المسرطنات الدكتور فهد الخضيري؛ من الآثار التراكمية الخطيرة للتدخين على مدى سنوات، مؤكداً أن الاستمرار في استنشاق دخان السجائر لسنواتٍ طويلة يُضاعف من احتمالات الإصابة بالأمراض المُزمنة والقاتلة، ويؤدي إلى تدهورٍ متزايدٍ في وظائف الجسم يصعب تداركه لاحقاً.
وأوضح 'الخضيري'؛ أن التدخين المستمر يزيد خطر الإصابة بسرطان الرئة، وهو أكثر أنواع السرطان فتكاً، بنسبة تفوق 25 ضعفاً بعد 25 عاماً من التدخين، مقارنةً بغير المدخنين، مؤكداً أن كل عامٍ إضافي في التدخين يُضاعف من احتمالات الإصابة.
وأشار إلى أن من أبرز الأمراض المرتبطة بالتدخين مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، الذي يشمل التهاب الشعب الهوائية المزمن وانتفاخ الرئة، ويؤدي إلى ضيق التنفس، والتهاباتٍ متكرّرة في الجهاز التنفسي، وتراجعٍ كبيرٍ في القدرة على بذل الجهد البدني.
وبيّن أن أمراض القلب والسكتات القلبية والدماغية تزداد حدةً وانتشاراً بين المدخنين، نتيجة تأثر الأوعية الدموية بتراكم السموم، وما يصاحب ذلك من ارتفاعٍ في ضغط الدم وزيادةٍ في معدلات التخثر، وتسارعٍ في تصلُّب الشرايين.
وأضاف، أن دخان التبغ يحتوي على أكثر من 7 آلاف مادة كيميائية، منها 70 مادة مسرطنة تؤثر في مختلف أجهزة الجسم، وتزيد من احتمالات الإصابة بسرطانات الفم والحلق والكلى والمثانة وعنق الرحم والقولون وغيرها.
ونبّه إلى أن المدخنين يعانون تدهوراً تدريجياً في وظائف الرئة، وضعفاً واضحاً في المناعة؛ ما يجعلهم أكثر عُرضةً للإصابات الفيروسية والبكتيرية المتكرّرة، ومنها الإنفلونزا والالتهاب الرئوي والتهابات الجلد واللثة.
وأكّد 'الخضيري'؛ أن التدخين لسنوات طويلة يؤدي كذلك إلى تسريع مظاهر الشيخوخة، مثل التجاعيد وترهل الجلد، نتيجة الإجهاد التأكسدي وضرر الحمض النووي، مشيراً إلى أن الإقلاع عن التدخين في أي وقتٍ يقلل من هذه المخاطر، 'لكن الوقاية خير من العلاج'.
ودعا 'الخضيري'؛ المدخنين، إلى المسارعة في اتخاذ القرار بالإقلاع، وعدم تأجيله، مؤكداً أن صحة الإنسان لا تُعوَّض، وأن كل يومٍ دون تدخينٍ يُعَد مكسباً حقيقياً للحياة.