اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة مكة
نشر بتاريخ: ١٦ تشرين الثاني ٢٠٢٥
مكة البدائع
تعد القصيم من المناطق الرائدة في المملكة في إنتاج التمور، سواء من حيث الكمية والتنوع والجودة، أو من حيث وجود العدد الكبير من المزارع المتخصصة بالنخيل، التي تجاوز عددها أكثر من الـ10000 مزرعة، حتى وصل الإنتاج السنوي للتمور في منطقة القصيم إلى أكثر من 528,000 طن تقريبا، بحسب آخر إحصاء من وزارة البيئة والمياه والزراعة، الأمر الذي جعل القصيم مركزا عالميا لإنتاج التمور العالية الجودة والمشتقات المرتبطة بها، وأصبحت جزءا في تعزيز الصادرات غير النفطية ودعم الاقتصاد المحلي في المملكة.
وتشارك مصانع التمور بالقصيم بالدور المحوري في منظومة الإنتاج الزراعي في المملكة، وتضم العديد من التقنيات المتقدمة، والمواصفات العالمية المعيارية من حيث التعبئة والتغليف والتعقيم، والعمل على جذب التمويلات لملاك المصانع التي تقدر بـ313 مليون ريال، وما يلقونه من الدعم السخي من الحكومة الرشيدة - أيدها الله - للمساعدة في تطوير صناعة التمور، وتحسين تصديرها، وتنويع الاستثمار فيها، وتقديم التسهيلات، وتوفير البنية التحتية المناسبة، من خلال المدن الصناعية والخدمات اللوجستية، حيث تمثل تلك المصانع القيمة الاقتصادية والتنموية المهمة بمنطقة القصيم، لأنها تهتم وتعتني وتنتج أهم محصول زراعي تتميز به المنطقة ألا وهو التمر.
وتعمل هذه المصانع على تلبية الطلب محليا وخارجيا، حيث تصدر منتجاتها لأكثر من 47 دولة، رغم ما تواجهه من بعض الصعوبات التي تختزل في القدرة الاستيعابية، وعملية نقل المنتج من المصنع إلى الأسواق، والمحافظة على جودته من التلف خلال النقل والتخزين، خاصة للتمور التي تحتاج لشروط حفظ أفضل ولمدة أطول، لضمان عدم فقدانها مميزاتها من ناحية الشكل والطعم.
كما أن التوسع في الصناعات التحويلية من خلال تلك المصانع، عبر مشتقات التمور كمعجون التمر، والدبس، والعصائر، وغيرها من المنتجات الفاخرة المشتقة من التمور، يمكن أن يزيد القيمة السوقية لمنتج تمور القصيم، خصوصا أن الطلب العالمي على التمور ومشتقاتها في تزايد، كما أن التوجه لزراعة الأصناف الجديدة من التمور في المنطقة يلائم الطلب المحلي والدولي، ويوفر الفرص السانحة لتوسيع التنوع وتحسين الربحية لدى المستثمرين والمهتمين بزراعة النخيل وإنتاج التمور في المنطقة.
وأوضح مدير الأسواق بفرع وزارة الزراعة بالقصيم ثامر الصلال في حديثه الذي خصه لواس، أن المنطقة تحوي أكثر من 11.2 مليون نخلة، تنتج أكثر من 50 صنفا مختلفا من التمور، وأن القصيم تضم نحو 25 مصنعا للتمور، تقدر طاقاتها الإنتاجية السنوية بأكثر من 390 ألف طن من التمور، مشيرا إلى أن القصيم تحتل المرتبة الثالثة في المملكة من حيث عدد مصانع التمور، لافتا الانتباه إلى أن الطاقة الإنتاجية الاستيعابية لمصانع التمور سنويا قد تصل إلى أكثر من هذا الرقم، بحسب بيانات وزارة البيئة والمياه والزراعة حتى يوليو 2025.
من جانبه أكد أحد المستثمرين في مجال مصانع التمور بمحافظة البدائع أن الدعم الذي تلقاه وتقديم التسهيلات ومعايير الجودة التي تطبقها الدولة - رعاها الله - قد ساعدته كثيرا بتوفير أحدث التقنيات في الشرق الأوسط، المتخصصة في المعالجة والتصنيع للتمور ومشتقاته، وكانت كفيلة أن تضمن له أن تكون هناك طاقة إنتاجية لمصنعه تصل إلى 20 ألف طن سنويا، متحدثا بإيجاز عن عملية الإنتاج التي تشمل عدة مراحل، أهمها التبخير والفرز والغسيل والتجفيف والتعقيم الحراري.










































