اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة سبق الإلكترونية
نشر بتاريخ: ١٧ تموز ٢٠٢٣
ترفض الكاتبة الصحفية إيمان الدبيّان المظاهر المُكلفة والشكليات المُبهرة في الأفراح والأتراح، لافتةً إلى أن بعض حفلات الزواج تكلّف الآلاف بل وقد تصل إلى ملايين الريال، حتى إن البعض يقترض من أجل هذه الحفلات، وتؤكد الكاتبة أن المعنى الحقيقي في هذه الاحتفالات وفي الأتراح هو المشاركة الروحية الحقيقية، تجللها البساطة والتحضر، وأن الابتسامة في وجه الضيوف أهم من أطباق الطعام المبالغ فيه.المظاهر المُكلفة افقدت الاحتفالات قيمتها
وفي مقالها 'المظاهر في المناسبات الاجتماعية' بصحيفة 'الجزيرة'، تقول 'الدبيّان': 'المناسبات والاحتفالات، الزيارات والعيادات المشاركة في الأفراح أو الأتراح أغلب الناس أفقدها قيمتها وسلخ منها أهميتها، بمظاهر مُكلفة وشكليات مُبهرة في الأفراح زواجًا أو تخرجًا أو ترقيةً، وحتى في الأتراح عزاءً أو مرضًا، لا تستمتع بما تُضيّفُ به من مشربٍ أو مأكلٍ؛ بسبب طقوس التكريم وبهرجة التقديم ولا تستشعر ما قَدِمتَ من أجله بدعاء أو مواساة بسبب مظاهر ملفتة واستقبالات مجلجلة'.فقدنا المعنى الحقيقي للمشاركة
وتؤكد 'الدبيّان' أننا 'فقدنا المعنى الحقيقي للمشاركة داعين أو مدعوين مهنئين أو معزين مستقبلين أو مريضين زائرين أو مستضيفين، أصبح معظم التركيز على آلية التقديم وكيفية التحضير وقوانين الاستقبال وقواعد الاستعداد للحضور، حنى ما نقدمه من هدايا في مثل هذه المناسبات بعض طرق تقديمها يساوي قيمة الهدية نفسها أو أكثر منها.. المشاركة شعور وليست مجرد حضور، الاستضافة ابتسامة صادقة وقلوب قبل الموائد بالحب عامرة، نعم لكرم الضيافة ولكن بلا مبالغة مزعجة وميزانية مرهقة ومجاملات مزيفة، نعم للتنظيم والتنسيق ولكن بلا قيود وتضييق'.حفلات تكلّف الآلاف بل الملايين
وتضيف الكاتبة أن: 'المناسبات الاجتماعية بمختلف تصنيفاتها وأنواعها أصبحت مستنزِفة للمال والحال، ومرهقة للإنسان بتقاليد ما أنزل الله بها من سلطان، البعض من أجلها يقترض، وآخرون بسبب ما يدفعه مختنق، وغيرهم في كل مناسبة له أو بدعوة تقدم إليه هو قلق.. تقام حفلات زواج بأرقام خانات أصفارها خمسة وقد تكون ستة وتُنصب، مآتم بمظاهر جعلت العزاء بهرجة وتجمعا وليس مواساة ودعما، يَقدُم مولود فتصبح أجنحة المستشفيات قاعات حفلات وليست من أجل ما خصصت له من مهمات، توزيعات وحلويات تقدم، ومرطبات ومشروبات بهرجتها تُعظم، تنافس حول من يقدم الأغلى وبقيمته الأعلى ظنا منهم أن هذه هي الحضارة وبتوفير أثمن (البراندات) تلك هي الأناقة'.أناقتك في مظهرك وتحضرك في تعاملك
وتؤكد 'الدبيّان' أن: 'أناقتك في اختيارك لمظهرك حضارتك في تعاملك مع من دعوت لمنزلك أو كان هو من استقبلك جميل الاهتمام بكل تفاصيل مظهرك ومنزلك ومكتبك وسيارتك وليس مذمة أن تحدث بما أنعم الله عليك به في كل مظاهر حياتك؛ ولكن بلا مبالغة في مناسبات طغى عليها البذخ فغابت عنها المشاعر الصادقة وتلونت بمظاهر زائفة'.لا تبذير ولا تقتير
وتنهي الكاتبة قائلةً: 'جمال حفلات الزواج بمشاركة الزوجين حفلهما بكل تفاصيله البسيطة شكلًا ومضمونًا ومعازيم، فلا تبذير ولا تقتير ولا استخفاف ولا تقصير، ومثلها باقي المناسبات فالفرح يشارك بأرواح تحضر وليس بأجساد تصور، والحزن يشارك بقلوب تدعو وليس بوجيه تدنو.. أدام الله المناسبات السعيدة بعقول رشيدة ومشاعر وطيدة وثقافة جديدة سديدة'.