تجربة سعودية رائدة.. حل مبتكر يعزز تغطية الجيل الخامس داخل المباني في المملكة

في خطوة رائدة تعكس تسارع وتيرة الابتكار الرقمي في المملكة، وبإنجاز تقني يُعد الأول من نوعه، أكملت 'نوكيا'، بالتعاون مع هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية السعودية، وأنظمة الاتصالات والإلكترونيات المتقدمة بصفتها المستضيف المحايد، ومزودَي الخدمة 'موبايلي' و'زين' السعودية، أول تجربة لتغطية داخلية لشبكات الجيل الخامس المستقلة (5G SA)، باستخدام نطاق ترددي داخلي مشترك يبلغ 4.0-4.1 غيغاهرتز، مع اعتماد أساليب المشاركة النشطة.

الخدمة تتيح لجميع مشغلي الاتصالات في المملكة، للمرة الأولى، تقديم خدمة اتصالات الجيل الخامس بسرعات غيغابت داخل المباني المنخفضة إلى المتوسطة الازدحام من خلال نظام واحد منخفض التكلفة، دون الحاجة إلى معدات مكررة أو الاتصال بشبكة الجيل الرابع، ما يؤدي إلى خفض تكاليف التنفيذ بأكثر من 60%.

وتؤكد تجربة إثبات النموذج هذه قدرة محفظة وحدات الراديو الصغيرة 'شيكرا' Shikra من نوكيا، وبرمجيات الشبكة الأساسية متعددة المشغلين MOCN، على إتاحة الاستخدام الفعال للطيف الترددي وتفعيل مشاركة شبكات الجيل الخامس بين عدة مشغلين للشبكات الخاصة والعامة.

حصل هذا الحل الرائد مؤخرًا على جائزة 'المؤتمر العالمي للوحدات الراديوية الصغيرة 2025'، التي يقدمها منتدى Small Cells Forum، ضمن فئة 'التميز في تمكين نماذج المستضيف المحايد وتعدد المشغلين'، تقديرًا لما حققه من تقدم تقني ملموس.

من المتوقع أن يرتفع حجم حركة بيانات الهاتف المحمول لكل هاتف ذكي من 29 غيغابايت شهريًا في عام 2024 إلى نحو 54 غيغابايت شهريًا بحلول عام 2030. وبالرغم من أن 80% من حركة بيانات الهاتف المحمول تُولَّد في الأماكن الداخلية، فإن أنظمة الهوائيات الموزعة التقليدية غالبًا ما تُخصّص أجهزة وطيفًا منفصلين لكل مشغّل، ما يؤدي إلى زيادة في النفقات الرأسمالية واستهلاك الطاقة.

ويُظهر المشروع التجريبي، الذي يستخدم طيفًا داخليًا مشتركًا قابلاً للمشاركة على نطاق 4.0-4.1 غيغاهرتز ويعتمد على المشاركة النشطة لشبكة الجيل الخامس المستقلة، إمكانية الوصول العادل لجميع المشغّلين، مع تسريع التغطية في المناطق التجارية والمشاريع الكبرى والأماكن العامة. وأسهمت نماذج التكلفة الأولية التي أجرتها نوكيا وشركة أنظمة الاتصالات والإلكترونيات المتقدمة، بصفتها المستضيف المحايد، في تحقيق وفورات إضافية بنسبة 47% عند إزالة تثبيت شبكة الجيل الرابع (4G)، ما يجعل مواقع الجيل الخامس المستقلة 'الداخلية الخضراء' قابلة للتطبيق التجاري منذ اليوم الأول.

وتعليقا على هذه الخطوة، قال المهندس مفرح جاسم النهاري، نائب المحافظ للدراسات والابتكار في هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، إن هذا التعاون يُظهر كيف يُمكن للممارسات التنظيمية المبتكرة وخبرة الموردين والشركاء المحليين توفير تقنيات الجيل الخامس بطرق موثوق بها وعالية الجودة للشركات والمستهلكين، معربًا عن أمله في 'توسعة نطاق هذا النموذج ليعمّ جميع أنحاء المملكة'.

كما عقب، ميكو لافانتي، نائب الرئيس الأول لشبكات الهاتف المحمول في نوكيا الشرق الأوسط وإفريقيا، إن الطيف الترددي القابل للمشاركة داخل المباني يُتيح لأصحاب المصلحة أداة جديدة فعّالة لتعزيز تبني تقنية الجيل الخامس في الأماكن المغلقة دون تعقيدات الحصول على معدات جديدة أو إعادة توزيع الطيف الترددي.

ومن جانبه، أشاد الدكتور خالد المعشوق، الرئيس التنفيذي لشركة أنظمة الاتصالات والإلكترونيات المتقدمة للمستضيف المحايد بمحفظة نوكيا الجاهزة والمبتكرة لحلول الاتصال داخل المباني، قائلًا إنها تُمكّننا من منح مالكي المباني حلًا واحدًا متطورًا، وتمكّن المشغّلين من التوسع السريع بتكلفة قليلة، ما يعني أن الجميع رابح في منظومة الجيل الخامس'.

بدوره، أكد المهندس علاء مالكي، الرئيس التنفيذي للتقنية في 'موبايلي'، أن الارتقاء بتجربة العملاء وتحسين أداء الشبكة في البيئات الداخلية 'من أهم أولويات 'موبايلي' الاستراتيجية'، مشيرًا إلى أن 'مشاركتنا الفعّالة في هذه المبادرة الرائدة تعكس التزامنا بدفع عجلة الابتكار ورفع الكفاءة التشغيلية وتطوير حلول الجيل الخامس، وتسريع تحقيق أهداف التحول الرقمي في المملكة العربية السعودية'.

من جهته، قال المهندس محمد النجيدي، الرئيس التنفيذي للتقنية في 'زين' السعودية، إن تطوير نماذج شبكات رائدة وجاهزة للمستقبل وقابلة للمشاركة، يُتيح اتصالًا عالي الأداء وقابلًا للتوسعة، ويُشكل جزءًا من التزام 'زين' السعودية بقيادة تطوير البنية التحتية الرقمية في المملكة العربية السعودية، ودفع عجلة التحول الرقمي وتسريعه، وتطوير البنية التحتية الذكية لبناء مجتمع قائم على المعرفة واقتصاد رقمي نشط'.

والجدير بالذكر أن حلول وحدات الراديو 'شيكرا' من نوكيا، للنطاق 4.0 غيغاهرتز، تُعد أجهزة صغيرة ومنخفضة الطاقة، توفّر تغطية موحدة للمباني متعددة الطوابق، وتُتيح من خلال شبكة RAN وشريحة واحدة خدمة عدة مشغّلين باستخدام المشاركة النشطة، ما يعزز كفاءة الطيف ويُبسّط التشغيل. كما تدعم المنصة الاتصال اللاسلكي الخاص، بما في ذلك شبكات المؤسسات والصناعة، والمجمّعات الخاصة.