اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة سبق الإلكترونية
نشر بتاريخ: ١٢ تموز ٢٠٢٥
قال الدكتور تركي العيار، أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود، إن منصات التواصل الاجتماعي باتت في عصر الثورة الرقمية جزءًا لا يتجزأ من حياة الأفراد اليومية، وتحولت إلى مصدر أول للأخبار لدى كثير من الناس.
وأضاف، أن هذا التحول السريع جلب معه تحديًا خطيرًا يتمثل في الانتشار الواسع والمقلق للشائعات.
وأوضح أن تلك المنصات وفرت بيئة خصبة لتداول المعلومات دون رقابة، وسهّلت نشر الأخبار الكاذبة والمضللة بشكل غير مسبوق، حيث يكفي أن يكتب أحدهم معلومة مغلوطة في منشور أو تغريدة حتى تنتشر بسرعة فائقة عبر آلاف المشاركات والتعليقات.
وأشار الدكتور 'العيار' إلى دراسة نشرتها مجلة Science عام 2018، تفيد بأن الأخبار الكاذبة على 'تويتر' سابقًا و'إكس' حاليًا تنتشر أسرع بنسبة 70% من الأخبار الصحيحة، وتحظى بتفاعل أكبر.
وفي السياق ذاته، أكد تقرير معهد 'رويترز' لعام 2024، أن أكثر من 60% من مستخدمي الإنترنت في المنطقة العربية يستقون أخبارهم من وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يضاعف خطر تلقي معلومات مضللة دون تحقق.
وبيّن 'العيار' أن المملكة العربية السعودية لم تكن بعيدة عن هذه الظاهرة، مشيرًا إلى أن الشائعات الإلكترونية أصبحت تشكّل تحديًا أمنيًا وإعلاميًا.
وقد أسهم ذلك في تأسيس جهات متخصصة مثل 'هيئة مكافحة الشائعات'، التي تعمل على رصد الأكاذيب المتداولة والرد عليها بالمصادر الرسمية.
ورغم هذه الجهود، يرى 'العيار' أن المهمة لا تزال صعبة، في ظل الإبداع المستمر لمروّجي الشائعات، وسهولة إنشاء حسابات مجهولة وضعف وعي بعض المتابعين.
وأضاف أن أخطر ما في الشائعات هو قدرتها على إثارة البلبلة وزعزعة الثقة وإحداث انقسام اجتماعي، وقد تصل آثارها إلى الاقتصاد والصحة والأمن.
واستشهد 'العيار' بما حدث خلال جائحة كورونا، حين تسببت شائعات متداولة عبر 'واتساب' و'تويتر' في إرباك المواطنين بشأن فعالية اللقاحات، بل دفعت بعضهم إلى الامتناع عنها، رغم الحملات التوعوية الرسمية.
وأكد أن مواجهة الشائعات مسؤولية مجتمعية، تبدأ من وعي الأفراد أنفسهم، داعيًا المتابعين إلى تحرّي الدقة، وعدم مشاركة أي معلومة قبل التحقق من صحتها.
وقال: 'القاعدة الذهبية هي: لا تشارك ما لم تتأكد'، مشددًا على أهمية الرجوع إلى القنوات الرسمية مثل وكالة الأنباء السعودية 'واس' وحسابات الجهات الحكومية.
كما دعا 'العيار' المؤسسات التعليمية والإعلامية إلى تعزيز ثقافة التحقق من المعلومات، وإدراج التفكير النقدي في المناهج والبرامج الإعلامية، لأن الوعي هو خط الدفاع الأول ضد الشائعات.
واختتم بقوله إن وسائل التواصل الاجتماعي، رغم إيجابياتها، تبقى سلاحًا ذا حدين، ويقع على عاتق الجميع مسؤولية استخدامها بشكل مسؤول وواعٍ، حفاظًا على وعي المجتمع واستقراره.