اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة سبق الإلكترونية
نشر بتاريخ: ٢٦ تموز ٢٠٢٥
فشله في إنهاء النزاع في غزة يضعف طموحه للحصول على جائزة نوبل للسلام
في تحول مفاجئ، تخلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن دعمه لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، داعيًا إسرائيل إلى تصعيد حملتها العسكرية ضد حماس، بعد أيام من إعلانه تفاؤله بإبرام صفقة قريبة لإنهاء النزاع، وفي الدوحة، حيث تجري المفاوضات، أثار قرار ترامب بسحب فريقه التفاوضي موجات من الصدمة، وسط أزمة إنسانية متفاقمة في غزة تهدد حياة المدنيين، فلماذا اتخذ ترامب هذا الموقف؟ وما تداعياته على المنطقة؟انهيار المفاوضات
قبل أسابيع، بدا ترامب واثقًا من قرب التوصل إلى اتفاق ينهي القتال في غزة، ويؤمن إطلاق سراح الرهائن، ويسمح بتدفق المساعدات إلى القطاع الذي يعاني من مجاعة حادة، لكن هذا التفاؤل تبدد بعدما اعتبرت الولايات المتحدة أن حماس لا تتفاوض بحسن نية، وسحب ترامب فريقه التفاوضي، بقيادة مبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الذي أعلن البحث عن 'خيارات بديلة' لإخراج الرهائن، وتصريحات ترامب جاءت حادة، إذ دعا إسرائيل إلى 'إنهاء المهمة'، في إشارة إلى تصعيد عسكري ضد حماس، متجاهلاً الغضب العالمي إزاء معاناة المدنيين في غزة، وفقًا لشبكة 'سي إن إن'.
وتتفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة، حيث وصف مسؤول أممي سكان القطاع بـ'الجثث السائرة' بسبب المجاعة، وصور الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، وأثارت استنكارًا دوليًا. خلال لقاء في تونس، قدم الرئيس التونسي قيس سعيد صورًا لهؤلاء الأطفال إلى مستشار ترامب لشؤون أفريقيا، مسعد بولس، واصفًا الوضع بأنه جريمة ضد الإنسانية، وترامب، من جهته، ألقى باللوم على حماس، متهمًا إياها بمنع توزيع المساعدات، وقال: 'إن الولايات المتحدة قدمت 60 مليون دولار لدعم القطاع'، لكنه أشار إلى سرقة هذه المساعدات دون تقديم أدلة، بينما نفت مراجعة حكومية أمريكية وجود سرقات واسعة النطاق.استمرار الوساطة
ولم يتفق الجميع مع موقف ترامب، فأكدت مصر وقطر استمرارهما في الوساطة لتحقيق وقف إطلاق نار دائم، معتبرتين تعليق المفاوضات جزءًا طبيعيًا من العملية، مسؤول إسرائيلي كبير أشار إلى أن المحادثات لم تنهار، وأن هناك أملًا باستئنافها، وفي المقابل، اتخذ حلفاء الولايات المتحدة مواقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل، ووصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر التصعيد العسكري الإسرائيلي بأنه 'غير مبرر'، بينما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نية بلاده الاعتراف بدولة فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي خطوة أثارت غضب إسرائيل ترامب قلل ترامب من أهمية هذا الإعلان، واصفًا إياه بأنه 'بلا وزن'.
ويواجه ترامب تحديات سياسية داخلية وخارجية، وفشله في إنهاء النزاع في غزة، إلى جانب صعوباته في حل الصراع الروسي الأوكراني، يضعف طموحه للحصول على جائزة نوبل للسلام، وتصريحاته الأخيرة قد تكون محاولة للضغط على حماس لتقديم تنازلات، لكنها تعكس أيضًا إحباطه من تعقيدات المفاوضات، التي تعثرت حول قضايا مثل توقيت إنهاء الحرب وإعادة انتشار القوات الإسرائيلية، فهل ستتمكن الضغوط الأمريكية من إعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات، أم أن التصعيد سيفاقم الأزمة الإنسانية في غزة؟