اخبار السعودية
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٢٣ أيار ٢٠٢٣
طه العاني - الخليج أونلاين
ما أبرز أشكال التعاون العسكري بين فرنسا ودول الخليج؟
مناورات مشتركة وتبادل خبرات وصفقات الأسلحة.
ما أبرز التجهيزات العسكرية الفرنسية لدول الخليج؟
الطائرات الحربية والمروحيات والعربات المصفحة.
أين تتمركز القوات الفرنسية بمنطقة الخليج؟
تضم الإمارات نحو 700 جندي فرنسي.
تطوّر التعاون العسكري بين فرنسا ودول الخليج، على مر السنوات الماضية، وشمل عدة جوانب مختلفة؛ أبرزها صفقات شراء الأسلحة والتجهيزات والأنظمة الدفاعية، ويرى مراقبون أنه تعاون قابل للزيادة في ظل الظروف العالمية الراهنة.
وتتمثل أبرز أوجه التعاون العسكري في شراء دول خليجية الطائرات المقاتلة والمروحيات والأسلحة البحرية والدفاعات الجوية الفرنسية، كبديل للسلاح الأمريكي الذي يتطلب الحصول عليه إجراءات معقدة.
ودأبت القوات الفرنسية على إقامة عديد من المناورات العسكرية والتدريبات وتبادل الخبرات، مع دول مجلس التعاون، حيث تعززت العلاقات العسكرية بين الجانبين في مواجهة التهديدات الإقليمية.
السعودية
تُبرز الزيارات المتبادلة بين المسؤولين العسكريين والأمنيين السعوديين والفرنسيين تقارب وجهات النظر السياسية وتعزيز التعاون الأمني والعسكري بين البلدين.
ووفقاً لوكالة الأنباء السعودية (واس)، فإن التعاون العسكري مع باريس يتركز في مجالات التدريب الأمني وتسليح القوات البرية والبحرية والجوية في المملكة، حيث تربط البلدان اتفاقية أمنية في مجال قوى الأمن والدفاع.
وتعد فرنسا واحدة من أهم الوجهات السعودية في مجال التسليح، خاصة في الجانب البحري والجوي؛ ففي ديسمبر 2021، وقع البلدان صفقات ضخمة في مجال الطيران العسكري، شملت إحداها مشروعاً مشتركاً مع 'إيرباص' في مجال الطيران العسكري.
وتتجاوز قيمة صادرات الأسلحة الفرنسية للسعودية، ومن ضمن ذلك الطائرات الحربية، حاجز الـ 22 مليار دولار. وفي عام 2015 أبرمت الرياض صفقة لشراء 23 طائرة هليكوبتر فرنسية بقيمة 500 مليون دولار.
وكان عام 2008 علامة فارقة في تاريخ العلاقات السعودية الفرنسية في مجالي الأمن والدفاع، حيث شهدت توقيع اتفاقيات في التدريب الأمني وتسليح القوات البرية والبحرية والجوية في المملكة.
وفي أكتوبر 2022، دشنت 'القوات البحرية الملكية السعودية في قيادة الأسطول الغربي المجموعة الأولى من الزوارق الدورية المتوسطة السريعة من طراز 'كواش' الفرنسية، التي 'ستسهم في تعزيز قوة الأمن البحري في المنطقة، وحماية المصالح الحيوية والاستراتيجية للمملكة'، بحسب قائد الأسطول الغربي السعودي اللواء يحيى العسيري.
أما دولة قطر فقد حرصت على تعزيز قدراتها العسكرية العالية بالاستفادة من الخبرات الفرنسية في هذا المجال، وقد عقد، خلال الأعوام القليلة الماضية، كثير من صفقات السلاح مع باريس بما في ذلك شراء طائرات حربية من نوع رافال، فضلاً عن العربات المصفحة وأنظمة الدفاع الصاروخي المتطورة وغيرها.
ومع تزايد التوتر في منطقة الخليج، عام 2017، سارعت قطر إلى شراء 12 طائرة حربية من نوع رافال، ونحو 500 عربة عسكرية فرنسية.
ونشر موقع 'أوراسيا ريفيو' التحليلي، في 27 أبريل 2023، أن التعاون الدفاعي هو أحد أعمدة العلاقات الثنائية بين قطر وفرنسا، من خلال صفقات التسليح والتدريبات والمناورات العسكرية المنتظمة.
ونوه بأن القوات البحرية القطرية تلقّت تعزيزات فرنسية كبيرة مع وصول عدة سفن حربية من صنع شركة 'فينكانتيري'، كما يتألف معظم سلاح الجو القطري من طائرات ميراج ورافال فرنسية الصنع، مقابل عدد قليل من المعدات البريطانية والأمريكية.
الإمارات
تنفرد الإمارات باستضافة القاعدة الفرنسية العسكرية الوحيدة في دول مجلس التعاون، والتي افتتحت عام 2009 بميناء زايد بالعاصمة أبوظبي، حيث ينتشر نحو 700 عسكري فرنسي.
ويعد دعم الإمارات المباشر لحرب فرنسا في مالي عام 2011، أول تعاون عسكري من نوعه بين البلدين، وقد وقع الجانبان خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لأبوظبي، في 3 ديسمبر 2021، اتفاقية سيحصل بموجبها الإماراتيون على 80 طائرة مقاتلة من طراز رافال، و12 طائرة مروحية 'كاراكال'، بقيمة 17 مليار يورو (18.5 مليار دولار).
ووفقاً لـ'فرانس 24'، فإن تسليم الطائرات سيتم بدءاً من عام 2027، وفق برنامج 'إف 4' الذي تقدمه باريس على أنه 'قفزة تكنولوجية وصناعية واستراتيجية'.
وتحتل الإمارات المرتبة الخامسة من بين الزبائن الأكثر أهمية للصناعات الدفاعية الفرنسية، في الفترة بين 2011-2020، مع طلبات شراء بلغت قيمتها 4.7 مليارات يورو (5.1 مليارات دولار).
تحتفظ الكويت بعلاقات عسكرية متينة مع فرنسا، ويعد التمرين العسكري المشترك 'لؤلؤة الغرب'، الذي يعقد دورياً بين البلدين، أحد أبرز أوجه هذا التعاون.
ونقلت صحيفة القبس الكويتية، في 14 يوليو 2022، عن السفيرة الفرنسية لدى البلاد كلير لو فليشير، تأكيدها ارتباط البلدين في علاقة دفاعية طويلة الأمد تعززت بعد تحرير الكويت.
ومنذ توقيع اتفاقيات التعاون الدفاعي، تقول السفيرة، دربت فرنسا 500 عسكري كويتي، وزودت الكويت بمعدات وآليات عسكرية ودفاعية متطورة.
ووفق السفيرة فقد تسليم 298 مركبة من طراز 'شيربا' إلى القوات المسلحة الكويتية، و12 إلى الحرس الوطني، إضافة إلى 26 من أصل طلبية تشمل 30 طائرة هليكوبتر من طراز كاراكال تم توفيرها بالفعل للقوات المسلحة والحرس الوطني.
وفي أغسطس 2016، تعاقدت الكويت مع مجموعة إيرباص على شراء 30 طائرة كاراكال بقيمة تفوق مليار يورو (1.08 مليار دولار).
شهدت العلاقات العسكرية بين البحرين وفرنسا تطورات ملحوظة، خاصة بعد توقيع اتفاقية المنامة للتعاون العسكري بين البلدين عام 2009.
وقد نقلت صحيفة 'الوطن' البحرينية عن السفير الفرنسي لدى البحرين جيروم كوشار، في 11 يونيو 2022، قوله إن بلاده لديها استراتيجية مهمة فيما يخص الأمن البحري، وتأمين الممرات المائية، وإمدادات الطاقة، والسفن، وهو ما تقوم به بالتنسيق مع البحرين.
وأعلنت السفارة الفرنسية لدى المنامة، في يونيو 2022، وصول الفرقاطة الفرنسية 'سوركوف' إلى البحرين في إطار التعاون العسكري القائم بين البلدين.
وهذه ليست المرة الأولى التي تزور فيها سفن حربية وفرقاطات البحرين، حيث سبق أن زارت حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول البلاد للمشاركة في حماية الملاحة بالخليج العربي.
وفي يناير 2023، كشفت صحيفة 'لا تريبيون' الفرنسية عن أن البحرين تنوي شراء سفن حربية من نوع 'كورفيت غوويند 2500' الفرنسية.
ويتركز التعاون العسكري بين فرنسا وسلطنة عمان في مجالات مثل التدريب العسكري، وتبادل الخبرات في التكتيكات العسكرية، وتطوير القدرات الدفاعية، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
ويعدّ التمرين العماني الفرنسي المشترك 'محارب الجبل' أهم مناورة عسكرية بين البلدين بهدف تبادل الخبرات ومواكبة كل ما هو جديد في الجوانب العملياتية في الحروب الحديثة.
قفزة نوعية
ويقول الخبير العسكري أكرم خريف إن التعاون العسكري بين فرنسا ودول الخليج مرّ بمراحل عديدة، حيث كانت فرنسا تعتبر الخليج مصدر رزق لشركاتها العسكرية؛ لأنها كانت تشتري المعدات الفرنسية بأثمانٍ باهظة، كما اتجهت بعض الدول الخليجية إلى فرنسا كبديل للولايات المتحدة في التسليح؛ لتفادي الإجراءات المطولة في أمريكا.
ويضيف خريف لـ'الخليج أونلاين' أن فرنسا انتهزت الفرصة وأصبحت مصدّراً كبيراً للمعدات العسكرية إلى هذه الدول، حيث تنظر اليوم إلى قطاع الدفاع في أسواق الخليج على أنه من أفضل الأسواق للتمركز ونقل التكنولوجيا، لا سيما بعد الاهتمام والتطور في الصناعة العسكرية في دول الإمارات والسعودية وقطر.
ولفت خريف إلى أن هناك قفزة نوعية في العلاقات العسكرية بين فرنسا ودول الخليج، إذ تعمل فرنسا خلال العقدين الأخيرين، على نقل تكنولوجياتها كالصواريخ إلى السعودية، ومنظومة المراقبة والرادارات إلى الإمارات.
ويبين الخبير العسكري أن دول الخليج ترى فرنسا منافساً لأمريكا في توريد الأسلحة، لكنه منافس يتعامل بشكل إيجابي مع سياساتها الداخلية، ولا يعطل إجراءات نقل التكنولوجيا أو إبرام الصفقات، كما يمكنه أن يتأقلم مع الخاصيات الموجودة في منطقة الخليج كدرجات الحرارة المرتفعة والمناخ الصحراوي وغيرها.
وحول مستقبل هذا التعاون العسكري يعتقد خريف بأنه سيكون ثرياً، لا سيما في استمرار بعد الحرب الروسية الأوكرانية، لتراجع قدرات روسيا في تصنيع المعدات العسكرية وتصديرها بسبب الحرب.
التسليح الفرنسي
بدوره يصف الخبير العسكري عبد الجبار العبو شراء دول الخليج للسلاح بأنه سباق تسلح من أجل أن تكون هناك كفة متوازنة مع تسليح إيران التي تعتبرها دول الخليج مصدر التهديد الرئيس للمنطقة، حيث تسعى الدول إلى أن تقلل من هذه الفجوة بالتسليح، لا سيما بعد طموحات طهران للحصول على سلاح نووي وتطوير مفاعلاتها النووية.
ويضيف 'العبو' لـ'الخليج أونلاين' بأن التصنيع الحربي الفرنسي يشكل نحو 25% من الصناعات الحربية في عموم أوروبا، وذلك دفع دول الخليج لأن تتجه إلى فرنسا للحصول على الأسلحة، خصوصاً بعد عدم تمكنها من الحصول على الأسلحة المتطورة مثل طائرات 'إف35' الأمريكية؛ بسبب التقييدات على الدول العربية، فاتجهت الإمارات إلى فرنسا للحصول على طائرات 'رافال'.
ويشير الخبير العسكري إلى أن فرنسا حققت رقماً قياسياً عام 2022 في بيع الأسلحة، حيث سجلت واردات بنحو 59 مليار دولار في قطاع المعدات الحربية والعسكرية، مبيناً أن الإمارات تعد الأكبر بين دول الخليج في استيراد الأسلحة الفرنسية، تليها السعودية، ثم قطر، فالبحرين، وأخيراً سلطنة عُمان.
ويعزو العبو توجه دول الخليج نحو التسليح الفرنسي إلى سهولة الحصول عليه وأسعاره مقارنة مع الأسلحة الغربية الأخرى، خصوصاً الأمريكية، إضافة إلى الشروط والتقييدات التي تفرضها واشنطن على الدول الخليجية في التسليح بضغط اللوبي اليهودي.
