اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
سجّل الذهب رقماً قياسياً تاريخياً صباح الأربعاء، بعدما تجاوز سعر الأونصة حاجز 4002.95 دولار للمرة الأولى، في صعود يكرّس الاتجاه التصاعدي الذي يهيمن على الأسواق العالمية منذ بداية العام.
ويعكس هذا الارتفاع غير المسبوق مزيجاً من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية التي عززت مكانة المعدن النفيس كملاذ آمن وسط اضطرابات الأسواق.
وفقاً لريتشارد فلاكس، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة 'مانيفارم' لإدارة الثروات، فإن 'الذهب ارتفع بأكثر من 50% منذ مطلع العام، وبنحو 12% في سبتمبر وحده، في أداء شهري يُعد من الأقوى في تاريخه الحديث'، مشيراً إلى أن المستثمرين 'يواصلون المزايدة على المعدن الثمين مع اشتداد موجات القلق العالمية'.
مزيج من المخاطر والتوقعات المحفّزة
تتعدد الأسباب الكامنة وراء هذا الارتفاع الحاد. فإلى جانب تصاعد التوترات الجيوسياسية من أوكرانيا إلى غزة، ساهمت التقلبات السياسية في واشنطن وتنامي احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية في دفع الذهب إلى مستويات قياسية.
ويقول محللون إن استمرار التهديد بإغلاق حكومي في الولايات المتحدة وضعف الدولار عززا جاذبية الذهب، بينما أثارت انتقادات الرئيس دونالد ترامب للاحتياطي الفيدرالي مخاوف بشأن استقلالية السياسة النقدية، ما زاد من توجه المستثمرين إلى الأصول الآمنة.
المصارف المركزية تقود موجة الشراء
بحسب مجلس الذهب العالمي، ارتفع الطلب العالمي على الذهب بنسبة 3% في الربع الثاني من العام، ليصل إلى 1249 طناً، مدفوعاً بعمليات شراء قياسية من المصارف المركزية التي تسعى إلى تحصين احتياطاتها في مواجهة حالة عدم اليقين المالي والسياسي.
كما شهدت صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) تدفقات قياسية نحو الذهب، مع تزايد رغبة المستثمرين في تنويع محافظهم بعيداً عن الأسهم والسندات.
ويعلّق فلاكس قائلاً: 'بعد أن كانت المكاسب الأولى مدفوعة بالرسوم الجمركية، فإن الزخم الحالي ناتج عن موجة قوية من المعنويات الإيجابية والتدفقات المؤسسية نحو الذهب'.
تراجع الطلب على المجوهرات
في المقابل، أدى ارتفاع الأسعار إلى إضعاف الطلب على المجوهرات في الأسواق الآسيوية، خصوصاً في الهند والصين، وهما أكبر مستهلكين للمعدن، مع تراجع القوة الشرائية وارتفاع تكاليف الإنتاج.
طفرة في الأصول عالية المخاطر
ورغم تصنيف الذهب كملاذ آمن، فإن الأصول الأخرى تشهد أيضاً موجة ارتفاع غير مسبوقة. فقد سجلت عملة البتكوين مستوى قياسياً جديداً متجاوزة 126 ألف دولار، بينما ارتفعت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت ولندن وطوكيو إلى قمم تاريخية.
ويرى كريس بوشام، كبير محللي الأسواق في شركة 'آي جي' للتداول، أن 'تزامن ارتفاع الذهب والبتكوين والأسهم يعكس وفرة السيولة عالمياً، ورغبة المستثمرين في التنويع عبر فئات أصول مختلفة وسط بيئة مالية غير مستقرة'.
مع استمرار المخاطر الجيوسياسية والشكوك حول توجهات الفيدرالي الأمريكي، يبدو أن رحلة الذهب فوق 4000 دولار قد لا تكون نهاية الصعود، بل بداية مرحلة جديدة من إعادة تشكيل مشهد الاستثمار العالمي.