معالج نفسي لـ«مكة»: ارتداء المحترفين الزي السعودي تحفيز بصري

عبدالله الفراج - الرياض

ظهر عدد من اللاعبين المحترفين الأجانب ومعهم بعض مدربي الفرق الرياضية دون استثناء وهم يرتدون الزي السعودي في أوقات كثيرة، ولا سيما في المناسبات الاجتماعية التي يدعون إليها، أو في المناسبات الوطنية كيوم التأسيس واليوم الوطني من كل عام، أو في المناسبات الدينية كالأعياد مثلا.

ويشاركون المجتمع في تلك المناسبة الدينية التي تعود كل عام مرتين (مناسبة عيد الفطر المبارك، وعيد الأضحى المبارك)، وهنا يستشعر المواطن والمشجع الرياضي مدى الانصهار الثقافي مع المجتمع السعودي من خلال تقمص أدواره الاجتماعية واستشعار العمق الثقافي لمكونات المجتمع المحلي، حيث ظهرت العديد من المشاهد الحية والمعبرة لأولئك النجوم وهم يرتدون الزي السعودي، والتي زاد من انتشاره مع الطفرة الاحترافية التي تشهدها كرة القدم السعودية مع الاستقطابات الأجنبية العالمية.

الاندماج السريع

كما تدل على الاندماج السريع مع النسيج الاجتماعي من خلال ذلك الزي سواء للاعبين الأجانب والمدربين وكذا أسرهم، حيث نقلوا تلك الثقافة المحلية للخارج وللقارات الست، كما فعل في وقت سابق البرازيلي إلتون جوزيه والذي كرر المشهد أمام مئات الملايين من البرازيليين وغيرهم بعد ظهوره الأخير في القنوات البرازيلية بالزي السعودي (الثوب والشماغ) وهو يسجل انطباعه عن الاستقطابات السعودية الأخيرة.

وقبله النجوم الذين غادروا الملاعب السعودية في أوقات سابقة كروبرتو ريفيلينو وكارلوس إدوارو وتياجو نيفيز وبافيتيمبي غوميز، وظهر أخيرا قائد الفريق الاتحادي وقائد ريال مدريد السابق كريم بن زيما في سحب قرعة بطولة أندية كأس العالم بالثوب السعودي وسبقه الكاميروني لياندر تاوامبا في لحظة وداعه للتعاونيين بعد رحيله لنادي الأخدود والقائمة تطول.

يقول المعالج النفسي الدكتور عبدالله الوايلي لـ«مكة» حول الظاهرة الإيجابية لارتداء الرياضيين الأجانب للزي السعودي «إن ما يقوم به الرياضي المحترف من محاكاة للمجتمع السعودي من خلال ارتداء الزي الرسمي يعد أمرا طبيعيا فهو عبارة عن تأكيد مباشر لمدى الراحة النفسية التي يشعر بها مما أفضى إلى تقليد تلقائي سريع.

تحفيز بصري..

ومن هذا المنطلق فإن ما يقوم به بعض المحترفين الأجانب من ارتداء الزي السعودي هو استجابة إيجابية تعكس الشعور بالسعادة والراحة لتواجدهم في المملكة؛ لأن سلوكهم هذا في علم النفس عبارة عن (تقليد ومحاكاة ) للبيئة الاجتماعية التي يعيشون فيها وهذا التقليد هو سلوك مبني على (التحفيز البصري) عن طريق المتابعة والمراقبة للمحيط ، حيث إن الرياضي المحترف يعكس من خلاله حقيقة مشاعره الإنسانية تجاه زملائه اللاعبين والنادي الذي يلعب له والدولة التي تحتضنه بالمشاركة الفعالة عمليا.

ووفقا لعلم النفس فإن التحفيز البصري له أكبر الأثر على الإنسان فما يشاهده ويستسيغه يتم تقليده بشكل أسرع من التقليد المبني على الأوامر.

هرمون السعادة

ويضيف الدكتور الوايلي قائلا «إلا أن هناك حقيقة مفادها بأن هرمون السعادة (السيروتونين) لدى الرياضيين المحترفين يصل إلى المستوى الطبيعي الذي يجعلهم سعداء ومستقرين في بيئتنا الاجتماعية وبالتالي يصبحون أكثر هدوءا واستقرارا عاطفيا وكذلك أقل قلقا وتوترا مما ينعكس على سلوكهم الخارجي بالتقليد والمحاكاة للمحيط الاجتماعي الذي يعيشون فيه وبكل حب، ومما يؤكد ذلك ما قامت به إحدى القنوات البرازيلية التي استضافت المحترف البرازيلي السابق (إلتون) وهو يرتدي الزي الرسمي السعودي في إشارة واضحة جدا لما وصلت إليه السعودية من تقدم مجتمعي حضاري.

تأصيل الثقافة السعودية

ولخص المعالج النفسي الدكتور عبدالله الوايلي أن محاكاة الرياضي المحترف وتقليده لعرفنا الاجتماعي هو عامل بناء ومؤثر؛ لأنه يؤكد بشكل مباشر وغير مباشر على مدى أهمية التعلم الاجتماعي وأثره الإيجابي في تطور العادات والتقاليد المجتمعية وعلى تأصيل الثقافة السعودية واستقلالها وعلى نقل حضارتنا الشامخة والمستمرة عبر الأجيال المختلفة إلى كل أنحاء العالم فما نحظى به من أمن وأمان نفسي واجتماعي هو محل إعجاب العالم وحديثهم (فالسعودية في قلب كل من يعيش على أرضها من مواطنين ومقيمين وزائرين).