اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٢١ حزيران ٢٠٢٥
قال موقع 'ترافل اند تور ورلد'، العالمي المتخصص في صناعة السفر، إنا لسعودية ترسيخ مكانتها كوجهة سياحية عالمية، حيث تلعب المدينة المنورة دورًا محوريًا في هذا التحول.
وأضاف: 'استقبلت المدينة أكثر من 18 مليون زائر خلال عام 2024، بزيادة قدرها 18.7% مقارنة بالعام السابق، وفقًا لتقرير صادر عن غرفة تجارة المدينة المنورة، وهذه القفزة اللافتة تعكس بروز المدينة كوجهة رئيسية ليس فقط للحجاج، بل أيضًا للسياح المهتمين بالثقافة والتاريخ'.
وأشار إلى أن قطاع السياحة في المدينة المنورة شهد نموًا ملحوظًا خلال السنوات الماضية، إذ ارتفع عدد الزوار من 8.2 مليون في 2022 إلى 14.1 مليون في 2023، قبل أن يصل إلى 18 مليون هذا العام، مما يؤكد أن المدينة باتت مقصدًا مرغوبًا بشكل متزايد.
وأوضح أن نمو قطاعات الإيواء، ووكالات السفر، وتنظيم الرحلات ساهم بنسبة 18.7% في تعزيز هذا النمو، مما أسهم بدوره في زيادة الإنفاق السياحي وخلق فرص عمل جديدة، ودعم التنمية الاقتصادية للمدينة.
وأكد أن المدينة المنورة تستمد جاذبيتها من مكانتها الدينية والتاريخية، فهي ثاني أقدس مدينة في الإسلام بعد مكة المكرمة، وتستقطب ملايين الحجاج سنويًا، خاصة لزيارة المسجد النبوي، لكن الجذب السياحي للمدينة لم يعد يقتصر على الجانب الديني، بل أصبح يشمل الزوار المهتمين بالتراث الثقافي والتاريخي، حيث تضم المدينة نحو 400 معلم ديني وتاريخي وثقافي، ما يجعلها وجهة متكاملة تجمع بين الروحانية والتاريخ والثقافة.
وتابع الموقع العالمي: 'إلى جانب المسجد النبوي، توفر المدينة لزوارها باقة من المواقع التراثية، مثل المساجد التاريخية والمتاحف والمعارض الثقافية، التي تتيح لهم التعرف على الإرث الإسلامي الغني، كما ساهمت المعارض الفنية والمقتنيات الإسلامية الحديثة في تعزيز مكانة المدينة كوجهة ثقافية متكاملة'.
وقال إن مشاريع ترميم المواقع الأثرية في المدينة المنورة تعد من العوامل الرئيسية في جذب الزوار، إذ تم تأهيل عدد من المعالم القديمة، مثل الآبار والوديان والمواقع الأثرية، لتكون متاحة أمام الجمهور، ووفق غرفة تجارة المدينة، فإن هذه الجهود شكلت عامل جذب قويًا للسياحة، خاصة لمن يرغب في التعمق في التاريخ الإسلامي.
وشهدت البنية التحتية السياحية في المدينة تطورات كبيرة، لا سيما مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي، الذي خضع لتوسعات كبرى لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الزوار، وتوفير تجربة سفر أكثر سلاسة، كما ارتفع عدد خيارات الإقامة، من الفنادق الاقتصادية إلى المنتجعات الفاخرة، لتلبية احتياجات جميع الزوار، من الحجاج إلى السائحين المهتمين بالثقافة.
وشدد الموقع العالمي على أن المدينة المنورة تحظى بدعم كبير من الحكومة السعودية ضمن رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل الوطني، وتعزيز مكانة المملكة كوجهة سياحية عالمية.
وتعد المدينة المنورة إحدى الركائز الأساسية في هذه الاستراتيجية، بفضل استثمار الدولة في البنية التحتية والخدمات السياحية، وتحسين وسائل النقل العام والوصول إلى المواقع السياحية.
وتشهد السياحة الثقافية في المدينة نموًا سريعًا، حيث تستقطب المعارض والمتاحف والمهرجانات الثقافية زوارًا من مختلف دول العالم. وتمنح هذه الفعاليات فرصة للزائرين لاكتشاف حياة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – والتعرف على الفنون والثقافة الإسلامية، مما يعزز من مكانة المدينة كوجهة للسياحة الثقافية والدينية على حد سواء.
وتؤدي مشروعات الترميم والحفاظ على التراث دورًا كبيرًا في تعزيز جاذبية المدينة، حيث تحولت بعض المواقع الأثرية إلى ما يشبه المتاحف المفتوحة، تروي تاريخ المدينة للأجيال الجديدة، ومن بين هذه المواقع آبار قديمة ووديان ومناطق أثرية، أصبحت متاحة للزيارة ضمن تجربة أصيلة ومتكاملة.
وساهم نمو قطاع السياحة في المدينة المنورة في تحفيز الاقتصاد المحلي، مع ارتفاع معدلات الإنفاق في مجالات الضيافة والتجزئة والنقل، مما وفر فرصًا جديدة للأعمال الصغيرة والمتوسطة، ورفع الطلب على الخدمات السياحية.
وتعكس هذه الطفرة السياحية توجهًا عامًا في السعودية، حيث أصبحت السياحة أحد محركات النمو الاقتصادي. وتبرز المدينة المنورة كلاعب رئيسي في هذا التحول، بفضل ما تقدمه من مزيج فريد بين الدين والثقافة والتاريخ.
ومع استمرار تنفيذ رؤية 2030، من المتوقع أن تواصل المدينة المنورة صعودها كوجهة رئيسية في خريطة السياحة العالمية، مدعومة بمكانتها الدينية وتنوعها الثقافي وتطور خدماتها، فمستقبل المدينة يبدو واعدًا، وقد تكون قريبًا واحدة من أبرز مدن العالم في السياحة الدينية والثقافية على حد سواء.