اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٧ تموز ٢٠٢٥
من المتوقع أن تشهد الأرض تسارعًا مؤقتًا في دورانها خلال الأسابيع المقبلة، ما سيؤدي إلى تقليص طفيف في طول بعض الأيام.
ووفقًا لتقديرات علمية، فإن أيام 9 يوليو و22 يوليو و5 أغسطس 2025 ستشهد قصرًا زمنيًا يتراوح بين 1.3 و1.51 مللي ثانية عن المعدل الطبيعي، بسبب تأثير الجاذبية القمرية على محور دوران الأرض.
يبلغ طول اليوم على كوكب الأرض حوالي 86,400 ثانية (أي 24 ساعة)، إلا أن هذا الرقم يتأثر بعوامل فلكية وجيوفيزيائية، من أبرزها موقع القمر بالنسبة إلى خط الاستواء، وتغيّرات المجال المغناطيسي، وتوزيع الكتلة على سطح الكوكب.
وعلى الرغم من أن دوران الأرض يتباطأ تاريخيًا منذ مليارات السنين – إذ كان طول اليوم قبل نحو ملياري عام لا يتجاوز 19 ساعة – فإن السنوات الأخيرة سجّلت تسارعًا في وتيرة الدوران، وصل إلى حد تسجيل أقصر يوم في التاريخ في 5 يوليو 2024، بفارق 1.66 مللي ثانية عن اليوم الكامل، بحسب موقع timeanddate.com.
ويفسّر العلماء ذلك بأن وجود القمر في أقصى نقطة عن خط الاستواء خلال تواريخ معينة يؤثر على توازن الكوكب أثناء دورانه، ما يجعله أشبه ببلبل يدور بشكل أسرع حين يكون ممسوكًا من طرفيه لا من وسطه.
وإلى جانب العوامل الفلكية، تبيّن دراسات حديثة أن النشاط البشري، مثل ذوبان الجليد وتحركات المياه الجوفية المرتبطة بتغير المناخ، قد ساهم أيضًا في تعديل سرعة دوران الأرض. فبين عامي 2000 و2018، رصدت وكالة 'ناسا' تأثيرًا تراكميًا لهذه التغيرات، أدى إلى زيادة طول اليوم بمعدل 1.33 مللي ثانية لكل قرن.
الكوارث الطبيعية كذلك تسهم في تغيّر السرعة الدورانية للكوكب، إذ أدى زلزال اليابان عام 2011 إلى تقصير اليوم بنحو 1.8 ميكروثانية. وحتى الفصول المختلفة تلعب دورًا، وفقًا للبروفيسور ريتشارد هولم، أستاذ الجيوفيزياء بجامعة ليفربول، الذي أوضح أن نمو الأشجار في نصف الكرة الشمالي خلال الصيف ينقل الكتلة من الأرض إلى الأعلى، ما يُبطئ دوران الكوكب بسبب ابتعاد الكتلة عن محوره.
ورغم أن هذه التغيرات لا يمكن ملاحظتها على المستوى الفردي، إلا أن الهيئة الدولية لدوران الأرض (IERS) تراقب هذه الفروقات بدقة، وتتدخل عند الحاجة عبر إضافة 'ثوانٍ كبيسة' لضبط التوقيت العالمي.