اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة البلاد
نشر بتاريخ: ١٤ تموز ٢٠٢٥
في عصرٍ تتسارع فيه التغييرات، نواجه تحديًا متزايدًا يتسلل إلينا عبر الأجهزة الذكية: المحتوى الهادم، الذي يُغلف السخرية والانحراف تحت مظلة “التمثيل” أو “الإبداع”، ليعيد تشكيل وعي الأجيال ضد تكوين الأسرة، ويقوّض منظومة القيم.
بعض المؤثرين باتوا يروّجون للوحدة كحرية، ويصورون الزواج كقيد أو فشل، ويسخرون من كل من يفكر بالزواج ، بل يصل الأمر إلى التحريض ضد فكرة تكوين أسرة عبر التأثير النفسي، وتحريض المتابعين كوسيلة ضغط.
ورغم غياب التصريحات المباشرة، إلا أن التلميحات المتكررة تُخلف أثرًا تراكميًا عميقًا، يزرع مفاهيم جديدة في الوعي، دون وعي من المتلقي.
من جانب آخر، تنتج بعض الشركات الإعلامية محتوى يتضمن إسقاطات مسيئة على المجتمع، أو الأم، أو الطفل، أو مناطق بعينها، تمرّرها عبر “الفكاهة الذكية” التي يصعب تجريمها قانونيًا.
ورغم البلاغات، كثير من القوانين لا تغطي التلميح أو الإساءة غير المباشرة، لغياب القصد الجنائي الصريح، ما يُحول بعض المساحات الرقمية إلى فوضى أخلاقية.
وإذا كان طموحنا بناء وطن مزدهر، لن يتحقق ذلك إلا بمجتمع يفرّق بين الإبداع والمحتوى الهادم، وبين حرية التعبير وبين الاعتداء على القيم؛ لذا، تقع علينا جميعًا مسؤولية وطنية في:
• رفض المحتوى الهادم
• التبليغ الواعي عنه
• مراسلة الجهات المختصة لتطوير الضوابط وتشديد الرقابة على التلميحات ضد الأسرة والهوية والقيم.
هل هو منبوذ من يطالب صُنّاع المحتوى بإنتاج محتوى غير هادم؟!
فلنحمِ القيم.. قبل أن نستيقظ على جيل بلا أُسرة، بلا التزام، وبلا انتماء.