اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة سبق الإلكترونية
نشر بتاريخ: ١٣ حزيران ٢٠٢٥
الشيخ علي الحذيفي: نعم الله تتتابع على عباده.. وصيام يوم عرفة وذكر العشر من أعظم النفحات
أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور علي الحذيفي المسلمين بتقوى الله تعالى، وشكره سبحانه على نعمه التي لا تُعدّ ولا تُحصى، مستشهدًا بقوله سبحانه: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ).
وأوضح الحذيفي أن أعظم بُشرى من الله تعالى للخلق، أن العلاقة بين رب العالمين وبين خلقه هي الرحمة، مبينًا أن الرحمة العامة يرحم الله بها البر والفاجر، والمؤمن والكافر، في هذه الحياة الدنيا، مستشهدًا بقوله تعالى: (رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا). وأما في الآخرة، فقد اختص الله المؤمنين برحمته، لعملهم بالطاعات واجتنابهم المحرمات، قال تعالى: (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا).
وقال الحذيفي: 'الرحمة صفة الله تعالى حقيقة تختص بالله كما يليق بجلاله وعظمته، نعلم معناها ونفهم هذا المعنى، وكيفيتها لله وحده العليم بحقائق صفاته على ما هي عليه، والخير في اتباع من سلف، والشر في ابتداع من خلف'، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: (إن لله مئة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخّر الله تسعًا وتسعين رحمة، يرحم بها عباده يوم القيامة) – رواه البخاري ومسلم.
وأبان الحذيفي أن الرحمة تطيب بها الحياة، وتصلح بها المجتمعات، ويعيش الضعفاء والفقراء والمظلومون في كنف الأقوياء والأغنياء والعادلين، فإذا فقدت الرحمة، فقد الناس بهجة الحياة وتعرضوا لقسوتها وويلاتها، وأصابهم من الشرور بحسب ما فقدوا من الرحمة. فربكم الرحمن جل وعلا الموصوف بالرحمة أنزل الكتاب رحمة للناس، مستشهدًا بقوله تعالى: (هَٰذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ).
وأضاف الحذيفي: 'إن الشريعة كلها رحمة وكمال، وأوامر الله رحمة وخير ورفعة بعمل الصالحات، ونواهيه رحمة تحجز عن الشرور والمهلكات، وسيد المرسلين محمد ﷺ أُرسل رحمة للناس'، مستشهدًا بقوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ). وقال: 'فهو ﷺ رحمة للمؤمنين في الدنيا والآخرة، ورحمة للكافرين بتقليل وتخفيف شرورهم'.
وذكر إمام وخطيب المسجد النبوي أن من رحمة الله وخيراته المتتابعة تلك النعم والعطايا والنفحات التي أفاض بها على من حج بيته الحرام، ووقف بعرفات، وتضرع إلى الرب الكريم، مشيرًا إلى أن فضل الله عمّ كل مسلم، من خلال الأجور المضاعفة، والخيرات المترادفة، بصيام يوم عرفة، والذكر في العشر، والصلوات، والدعاء، وقرابين الأضاحي التي يعظّم الله بها الأجر ويدفع بها البلاء.
وختم الحذيفي خطبته موصيًا المسلمين بالمحافظة على ما قدموا من الحسنات، والمداومة على الاستقامة، والابتعاد عن السيئات، والإكثار من الدعاء لأنفسهم، ولولاة أمورهم، ولجميع المسلمين، مستشهدًا بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ).