اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة سبق الإلكترونية
نشر بتاريخ: ٢١ أيلول ٢٠٢٥
مخاوف أوروبية من تصعيد 'بوتين' لأنشطته العسكرية
في تطور لافت، قلّص الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انخراطه في الصراعات الدولية، مركزًا على القضايا الداخلية، بينما يترك حلفائه الأوروبيين يواجهون تصعيدًا روسيًا متزايدًا، فخلال سبتمبر الجاري، وبعد شهور من الدبلوماسية المكثفة حول أوكرانيا وقطاع غزة، يبدو ترامب الآن مترددًا في قيادة الجهود الدولية، مما يثير قلق حلفاء حلف الناتو ويترك تساؤلات حول مستقبل السياسة الخارجية الأمريكية، فلماذا هذا التحول؟انسحاب أمريكي
في أواخر أغسطس، أبلغ مسؤولو البنتاغون دبلوماسيين أوروبيين بقرار الولايات المتحدة تقليص المساعدات الأمنية لدول البلطيق - لاتفيا، ليتوانيا، وإستونيا - الأعضاء في الناتو والمجاورة لروسيا، وأكد المسؤول ديفيد بيكر، وفقًا لمصادر مطلعة تحدثت إلى 'رويترز'، أن أوروبا يجب أن تعتمد على نفسها أكثر، بينما تركز الولايات المتحدة على أولويات داخلية مثل حماية الأراضي الأمريكية، وهذا القرار أثار مخاوف من أن يشجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على تصعيد أنشطته العسكرية.
وفي 20 سبتمبر، اخترقت طائرات ميغ-31 الروسية المجال الجوي الإستوني لمدة 10 دقائق، قبل أن تُطرد بواسطة مقاتلات إف-35 إيطالية، وفي نفس اليوم، اقتربت طائرات روسية من منصة نفط بولندية، بعد أسبوع من إسقاط طائرات روسية دون طيار في بولندا، ورد ترامب جاء متأخرًا ومقتضبًا، مكتفيًا بوصف الحادث بأنه قد يُسبب 'مشكلة كبيرة'، مما عكس نهجًا متحفظًا مقارنة بحماسه السابق.تراجع دبلوماسي
وخلال الصيف، بدا ترامب منخرطًا بقوة في الشؤون الدولية، واستضاف بوتين في ألاسكا، وقصف مواقع نووية إيرانية دعمًا لإسرائيل، وتعهد بإرسال أنظمة باتريوت إلى أوكرانيا، لكنه الآن يفضل ترك الحلفاء يقودون الجهود، وفي أوكرانيا، أشار إلى أن وقف إطلاق النار ليس شرطًا للسلام، وهو موقف يتماشى مع بوتين لكنه أثار استياء الأوروبيين، كما تجاهل اجتياح إسرائيل لمدينة غزة، وقصف مكتب لحركة حماس في قطر، رغم إدانة الحلفاء لهذه الخطوات.
وتحول ترامب إلى القضايا المحلية، مثل مكافحة الجريمة وإصلاح برامج التأشيرات، يعكس عودته إلى خطابه الانتخابي، الذي ركز على تقليص الالتزامات العسكرية الخارجية، ويرى المحلل آرون ديفيد ميلر من مركز كارنيغي، أن ترامب يتجنب الصراعات التي لا تُحقق عائدًا سياسيًا واضحًا، وهذا التحول أثار استياء الدبلوماسيين الأوروبيين، الذين يشعرون بالإرهاق من تقلبات موقفه تجاه روسيا.تداعيات محتملة
ورغم استمرار بعض المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، يحذر خبراء مثل أليكس بليتساس من أن الرد الأمريكي الضعيف قد يُشجع بوتين على مزيد من الاستفزازات، وفي الوقت نفسه، يطالب ترامب أوروبا بفرض عقوبات صارمة على مشتري النفط الروسي، مثل الصين والهند، كشرط لدعم أمريكي إضافي، وهو مطلب يصعب تنفيذه بسرعة في الاتحاد الأوروبي.
فهل سيستمر ترامب في هذا النهج الانعزالي، أم سيعود للانخراط الدبلوماسي؟ تبقى الأسئلة مفتوحة بينما يترقب العالم خطواته القادمة.