اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الوطن
نشر بتاريخ: ٢٦ أب ٢٠٢٥
طور علماء من جامعتي بيتسبرج وماريلاند ترياقا ثوريا قادرا على تنقية الدم من أول أكسيد الكربون خلال دقيقة واحدة فقط بعد التسمم به، في اختراق علمي قد يغيّر مستقبل التعامل مع هذه الحالات الطارئة.
يُعد التسمم بأول أكسيد الكربون من أخطر حالات التسمم غير الملحوظة، نظراً لكون الغاز بلا لون أو رائحة. ويرتبط هذا الغاز السام بالهيموجلوبين في الدم، مما يعيق وصول الأكسجين إلى الأنسجة. وتظهر الأعراض على شكل صداع وغثيان وضيق تنفس، وغالباً ما تمر دون تشخيص في وقت مبكر، لتتفاقم سريعاً إلى فقدان الوعي أو الوفاة.
العلاج التقليدي المتاح حالياً يتمثل في تزويد المريض بالأكسجين النقي عبر قناع أو إدخاله في غرفة ضغط عالٍ. غير أن هذه الأساليب تعمل ببطء، بينما تكون الدقائق الأولى الحاسمة – المعروفة طبياً بـ«الدقائق العشر البلاتينية» – هي الفارق بين الحياة والموت. googletag.cmd.push(function() { googletag.display(div-gpt-ad-1705566205785-0); });
ولمواجهة هذه الفجوة، ابتكر الباحثون بروتيناً معدلًا جديدا، أُطلق عليه اسم RcoM-HBD-CCC، يعتمد على جزيء مأخوذ من بكتيريا Paraburkholderia xenovorans، ويعمل مثل «إسفنجة جزيئية» تلتقط أول أكسيد الكربون فور دخوله الدم، وتزيله بسرعة فائقة.
وأظهرت التجارب أن هذا البروتين يرتبط بالغاز السام بسرعة تفوق الهيموجلوبين بنحو 50 مرة. وعند حقنه في الوريد لفئران التجارب، بدأ مفعوله على الفور، حيث أزال نصف كمية أول أكسيد الكربون من مجرى الدم في أقل من دقيقة. والأهم من ذلك أن الترياق لم يتسبب في آثار جانبية خطيرة، إذ لم يتداخل مع وظائف حيوية، مثل عمل أكسيد النيتريك المسؤول عن تنظيم ضغط الدم، ما يعني أنه لا يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم أو مضاعفات مشابهة.
ويستعد فريق البحث حالياً للانتقال إلى مرحلة أكثر تقدماً، تتمثل في زيادة إنتاج البروتين على نطاق واسع، تمهيداً للتجارب السريرية على البشر. وإذا أثبت نجاحه، فقد يشكل هذا الترياق قفزة هائلة في إنقاذ الأرواح، ويوفر علاجا سريعا وفعالا لحالات التسمم بأول أكسيد الكربون، التي تُعد سببا رئيسيا للوفيات المرتبطة بالغازات في العالم.