اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ٢٧ حزيران ٢٠٢٥
د. عبدالله بن محمد العمري
هذا الموضوع مهم ومتشعب، ولكن سأحاول اختصاره واختزال أهم خطوطه العامة. أهمية هذا الموضوع تأتي لسببين، الأول كون هذا المقال؛ مقال تأسيسي لمنظور عام وعلمي في الوقت ذاته، والسبب الآخر أنه مرتبط بعدة مرجعيات أساسية في الهيكل التنظيمي الرسمي، وأهمها دارة الملك عبدالعزيز، ووزارة الثقافة، والهيئة العامة للترفيه، ووزارة التعليم، وببساطة يمكن الإشارة إلى علاقة هذه الجهات بالرواية، وبالتالي بإنتاج نسق روائي في شكل جديد وعلاقة حديثة، ووفق معطيات متنوعة ومتعددة، وهو تعدد وتنوع صحي يمنح النسق الروائي السعودي تنظيم واضح، وتنوع إثراء وعمق، مما يجعل من هذا النسق المتساند المتكامل عنصر تعزيز حقيقي في إعطاء الرواية مكانتها المهمة والمرموقة منذ ولادتها ووصولا إلى نموها وظهور ملامحها الأدبية والإبداعية والاجتماعية كما هي عليه في وقتنا الحاضر.
ماذا يعني نسق حديث للرواية السعودية -على حد علمي لا يوجد نسق بمثل هذا المستوى من التنسيق والوضوح على مستوى العالم-؟
يعني أن أدواتنا النقدية بحاجة إلى أن تتطور أيضا وتتنوع بما يؤهلها إلى درجة من الدقة والموضوعية والعلمية تمكنها من إنتاج قراءات نقدية ودراسات شاملة على مستوى عال يتوافق مع درجة هذا النسق المستحدث والذي جمع بين أصالة المفهوم الروائي، وتجدد الممارسة الروائية وتنوع فلسفاتها وثيماتها المتحركة، ويعني ضمن ما يعني أن الرواية أداة تأثير وبناء حقيقي، كما أنها تحمل طاقة جذب تجعل منها ميدان رحب ومحبب لممارسة متنوعة تجمع حول نواتها مسارات ومدارات تجسد أفق رحب وسماء مشاهدة من مختلف مناطق الإبداع وأعين الإنسانية.