اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٨ تموز ٢٠٢٥
رصد فريق من الباحثين سلوكًا فريدًا من نوعه بين قردة الشمبانزي في محمية 'تشيمفوشي' للحياة البرية في زامبيا، حيث بدأ عدد من أفراد القطيع بوضع أعواد من العشب في آذانهم أو مؤخراتهم، في سلوك غير نافع وظيفيًا لكنه اتخذ طابعًا اجتماعيًا أقرب إلى 'موضة جماعية'.
وتعود بداية هذا السلوك إلى عام 2010 حين لاحظ الباحثون أن أنثى تُدعى 'جولي' كانت تضع عود عشب في أذنها، ما دفع سبعة أفراد آخرين لتقليدها. وبعد وفاتها عام 2013، واصل أفراد المجموعة تقليدها، ما عزز فرضية أن الشمبانزي يمتلكون أنماطًا ثقافية يمكن أن تنتقل عبر الزمن.
وفي تطور لاحق، بدأت مجموعة أخرى من القردة، لا تربطها صلة مباشرة بالمجموعة الأولى، بتقليد السلوك نفسه عام 2023، لكن مع تعديل غريب: إذ استخدم أحد الذكور، ويدعى 'جوما'، العشب في إدخاله بمؤخرته، ما أثار فضول باقي أفراد مجموعته الذين سرعان ما قلدوه، حتى أصبح هذا الفعل جزءًا من سلوكهم اليومي خلال أسبوع فقط، بحسب دراسة نُشرت في مجلة Behavior.
ولا يحمل هذا السلوك أي دلالة طبية أو منفعة مباشرة، كما لم تُسجَّل إصابات أو التهابات بين أفراد القطيع. ويرى الخبراء أن منشأ التقليد قد يكون تأثر القردة بحرّاس المحمية الذين اعتاد بعضهم وضع أعواد صغيرة في آذانهم أثناء العمل، ما قد يكون أثار انتباه القردة ودفعهم للتقليد.
ويفسّر الباحثون، وعلى رأسهم إدون فان ليوين من جامعة أوتريخت، هذه الظاهرة باعتبارها نوعًا من 'اللغة الاجتماعية' التي تعبّر عن الانتماء داخل المجموعة، مؤكدين أن هذه الحالات النادرة تسلط الضوء على القدرات المعرفية المتطورة للشمبانزي، وقدرتهم على تبني سلوكيات لا وظيفية بهدف المشاركة أو التعبير الجماعي، في بيئة يقلّ فيها التحدي اليومي نتيجة العيش في الأسر.