من صنع المنتخب السعودي

حسين بن حمد الرقيب

فاز المنتخب السعودي على منتخب الأرجنتين المصنف الثالث عالميا والمرشح الأول لنيل كأس العالم في قطر، قاتل الصقور على مدى 102 دقيقة حرثوا خلالها الملعب طولا وعرضا أمام ذهول ميسي ورفاقه، انتهت المباراة والعالم غير مصدق ما حدث، فكيف صُنع هذا المنتخب المذهل؟ بلا شك أن هذه المباراة سبقها عمل متقن وتخطيط سليم وإدارة محترفة، تعود إلى ما بعد كأس العالم 2018 بعدما أدرجت الرياضة كأحد مستهدفات رؤية المملكة 2030 وتعيين سمو الأمير عبدالعزيز بن تركي وزيرا للرياضة، فما نشهده هذه الأيام من حراك رياضي كبير واهتمام غير مسبوق للرياضات المختلفة وأخرها دورة الألعاب الأولمبية السعودية يُنبي بتحول كبير سوف يجعل الرياضة السعودية تحلق في سماء البطولات، المنتخب السعودي لكرة القدم هو صنيعة قرارات مفصلية هامة وجه بها سمو ولي العهد -حفظه الله- بزيادة عدد اللاعبين الأجانب إلى 7 ثم 8 لاعبين هذا العام وهذا القرار زاد من قوة الدوري السعودي وساهم في نقل الخبرة للاعبين السعوديين، وأصبحت مشاركة اللاعب السعودي مقرونة بالجدارة ما جعل الكل يعمل على تطوير مستواه حتى يصل إلى التشكيلة الأساسية، أيضا الدعم المالي والإداري والحوكمة التي تنفذها وزارة الرياضة جعلت إدارات الأندية أكثر احترافية وتمكنت من إدارة مواردها باقتدار وصنعت بيئة داخلية مستقرة، طبعا ليست كل الأندية نجحت في ذلك لكنها البداية نحو الاستقرار المالي والإداري لجميع أندية الوطن، النقطة الأخيرة التي جعلت المنتخب السعودي يظهر بهذا المستوى المشرف هو لقاء اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية بسمو ولي العهد الذي تحدث إليهم بكلمات قليلة لكنها كانت عميقة التأثير ومن يعرف سيكولوجية الضغوط النفسية وأساليب التعامل معها يدرك قوة تأثير كلمات سمو ولي العهد على اللاعبين والتي رفعت الضغوط عنهم وأشعلت الحماس والقتالية فيهم.