كيف تعمل دول الخليج على إنقاذ المدمنين من آفة المخدرات؟

محمد أبو رزق - الخليج أونلاين

تعمل دول الخليج من خلال المؤسسات الرسمية على تقديم علاج للمدمنين مجانياً.

تولي دول الخليج ووزارات الصحة فيها علاج الإدمان والمدمنين أهمية بالغة، من خلال توفير مراكز لعلاجهم نفسياً وتأهيلهم للعودة للمجتمع من جديد، وتقديم الدعم المعنوي لهم خلال وبعد فترة العلاج.

وتعمل دول الخليج من خلال المؤسسات الرسمية على تقديم علاج للمدمنين مجانياً من خلال أطقم طبية ونفسية مدربة ومؤهلة، وهو ما يساعد في حماية تلك الفئة.

وتنتشر المخدرات في دول الخليج بسبب عمليات التهريب من الخارج، خاصةً الكبتاغون أحد المواد المخدرة التي انتشرت بشكل كبير في دول المجلس، وبالأخص في السعودية.

ويعرف الإدمان بأنه رغبة قهرية في الاستمرار في تعاطي المادة المخدرة أو الحصول عليها بأي وسيلة، مع الميل إلى زيادة الجرعة المتعاطاة؛ مما يسبب اعتماداً نفسياً وجسمانياً وتأثيراً ضاراً في الفرد والمجتمع.

علاج الإدمان بالسعودية

تهتم السعودية التي تضبط بشكل شبه يومي، محاولات إدخال مخدرات إلى داخلها من خلال المنافذ البرية والموانئ والمطارات، بعلاج المدمنين في المستشفيات وعيادات متخصصة.

ويوجد في السعودية 200 ألف شخص مدن على المخدرات وبنسبة قليلة منهم يسعون للعلاج، وفقاً لإحصائية منشورة عبر موقع وزارة الصحة السعودية.

وعملت المملكة لعلاج الآفة، على تفعيل مبادرة تعزيز تقديم خدمات علاج الإدمان في العيادات النفسية من خلال ترشيح 50 مستشفى لهذا الغرض، إضافة إلى تنظيم ورشة عمل تعريفية عن المبادرة، وربط العيادات في منصة 'موعد'، ومستشفى 'صحة' الافتراضي، وذلك لتقديم الاستشارات الإكلينيكية.

وتهدف المبادرة السعودية، وفق تأكيدات وزارة الصحة، إلى تسهيل وصول الخدمة لمرضى الإدمان، وتخفيف الوصمة لدى المرضى، وتعزيز نموذج الرعاية الصحي، ورفع جودة خدماتها.

وتقدم مجمعات إرادة والصحة النفسية في السعودية الخدمات الوقائية والعلاجية والتأهيلية التي تتمثل في التعريف بخطورة الإدمان ومضاعفاته وعوامل خطورة الوقوع فيه وأسباب الانتكاسة، وعلاج الأعراض الانسحابية عند التوقف عن الإدمان أو علاج الأعراض النفسية المصاحبة سواءً من خلال العيادات أو من خلال أجنحة التنويم.

جهود قطرية

تعمل دولة قطر على تقديم علاج للمدمنين، من خلال وزارة الصحة، والمستشفيات المنتشرة في البلاد.

ولعلاج الإدمان، أنشأت وزارة الصحة القطرية في أبريل 2020، لجنة تسمى 'اللجنة الدائمة لشؤون العلاج من الإدمان'.

وتهدف اللجنة إلى تنسيق الجهود الوطنية الحكومية وغير الحكومية في مجال علاج المدمنين ومتابعتهم، ووضع الاستراتيجيات والسياسات الخاصة برعاية المدمنين ومعالجتهم وتأهيلهم، ومتابعة تنفيذها، بما يتوافق مع سياسة وزارة الصحة العامة.

وتعمل اللجنة على اقتراح التشريعات المتعلقة برعاية المدمنين ومعالجتهم وتأهيلهم، والتنسيق بين الجهات ذات الاختصاص في الدولة في ما يخص قضايا الإدمان والعلاج منه، واعتماد خطط وبرامج عمل مراكز علاج الإدمان، بما يتوافق مع خطط وبرامج وزارة الصحة العامة، والإشراف على تنفيذها، والإشراف على مراكز علاج الإدمان.

وتقوم اللجنة أيضاً بالنظر في البرامج المقدمة من قبل مراكز علاج الإدمان، لتأمين فرص العمل والتعليم للمتعافين من الإدمان ودمجهم في المجتمع، واتخاذ القرارات اللازمة بشأنها، بالتنسيق مع الجهات المختصة، ووضع السياسات الخاصة بطلبات الحصول على خدمات مراكز علاج الإدمان للمرضى من خارج الدولة بالتنسيق مع وزارة الداخلية.

وإلى جانب اللجنة، تقدم مؤسسة حمد الطبية العلاج والدعم للأشخاص الذين يواجهون مشاكل الإدمان للكحول والمخدرات.

مركز كويتي

أولت الدولة الكويتية علاج الإدمان أهمية كبيرة، حيث صدرت في نوفمبر 2022، قرارات من القيادة الكويتية بتشكيل اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، وتوفير مواقع لعلاج وتأهيل المدمنين.

ويوجد في الكويت أكثر من 40 ألف مدمن، وفقاً لمصادر نقلتها صحيفة 'القبس' في يوليو 2021، وهي آخر إحصائية منشورة.

وبعد شهر من تشكيل اللجنة، باشرت أعمالها للتصدي لعملية الإدمان والمخدرات في المجتمع بعد حل اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات عام 2013.

ونجحت اللجنة، وفق تأكيدات مدير مركز علاج الإدمان التابع لوزارة الصحة د. عادل الزايد، في تحقيق النجاح بعلاج الإدمان من المخدرات، إذ بلغت نسبة التعافي 40% وتتوافق مع المستويات العالمية.

ونقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، عن 'الزايد'، في ديسمبر الماضي، تأكيده أن المركز يتعامل مع الشخص المصاب بالإدمان بكفاءة عالية للوصول معه إلى مرحلة التعافي.

ويعد المركز الكويتي، حسب 'الزايد'، هو الوحيد في المنطقة الذي يقدم خدمات علاجية تأهيلية للنساء بشكل متكامل كما يقدمها للرجال، مشيراً إلى أن المركز بصدد التوسع لتقديم خدمات تأهيلية للمراهقين أيضاً.

ويوفر المركز عدداً من البرامج التأهيلية المتكاملة، منها 'منزل منتصف الطريق للرجال والنساء' وبرنامج 'الرعاية المستمرة' وبرنامج 'العيادة الخارجية'، إضافة إلى عمل زمالة مع المدمنين المجهولين؛ إذ يقدم لهم الخدمات التي يحتاجونها.

ويقدم المركز الخدمات التأهيلية عبر فريق عمل متكامل يضم الطبيب والاختصاصي النفسي والاجتماعي، إضافة إلى الدعم النفسي والمعنوي للمريض.

مستشفى بحريني

تعمل البحرين على علاج الإدمان من خلال مستشفى الطب النفسي، الذي يقدم الخدمات وعلاج وإعادة تأهيل مرضي إدمان المخدرات والكحول.

وأطلقت وزارة الصحة البحرينية، في يونيو 2022، مبادرة عيادة 'إرادة' للمراهقين، والتي تهدف إلى التعامل مع حالات التدخين والإدمان البسيطة والسلوكيات الإدمانية.

أيضاً دشنت الوزارة خطاً ساخناً لتقديم الاستشارات والدعم النفسي لمرضى الإدمان وذويهم، إلى جانب توفير الكوادر المتخصصة بمجال علاج متعاطي المخدرات في 'وحدة المؤيد لعلاج وتأهيل مرضى إدمان الكحول والمخدرات' بمستشفى الطب النفسي، ورفع كفاءة المعالجين النفسيين والاجتماعيين والاختصاصيين في برامج العلاج والتأهيل.

مركز إماراتي 

أسست الإمارات عام 2002، المركز الوطني للتأهيل ليعمل على معالجة مرضى الإدمان من مواطني الدولة.

ويقدم المركز خدمات الوقاية والعلاج والتأهيل من مرض الإدمان في إطار من السرية والخصوصية لتلبية احتياجات المتعاملين.

ونجح المركز مؤخراً في إنشاء معهد متخصص لتقديم خدمات التدريب والتعليم للعاملين بمجال علوم الإدمان، فضلاً عن انخراط المركز في إجراء الأبحاث العلمية ذات العلاقة بمرض الإدمان والتي عرض عدداً منها بالفعل في مؤتمرات متخصصة محلياً وعالمياً.

سلطنة عُمان

تحرص سلطنة عُمان على علاج المدمنين من خلال برامج صحية تقدم لهم من خلال مختصين.

ويوجد في السلطنة مستشفى 'المسرّة'، الذي يقدم العلاج لمرضى إدمان المخدرات والكحول.

وتعمل السلطنة بشكل دائم على دراسة علاج الإدمان، وأقامت منتصف الشهر الجاري، بالتعاون مع اللجنة الوطنية للمخدرات والمؤثرات العقلية، حلقة عمل حول 'تطوير البرنامج العلاجي لمرضى الإدمان' بمشاركة 40 مشاركاً من العاملين الصحيين المعنيين في مجال علاج مرضى الإدمان.

وخلال الورشة، أكد مقرر لجنة الوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية بالمكتب التنفيذي بوزارة الصحة، محمود العبري، أن برنامج العلاج بالبدائل من ضمن البرامج العلاجية المعتمدة في وثيقة الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات، والذي يهدف إلى خفض نسبة الانتكاسة لدى المتعافين، واستقرار الوضع الاجتماعي للمتعافين.