اخبار السعودية
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٢٣ أب ٢٠٢٥
كامل جميل - الخليج أونلاين
وسام مكي سالم، الباحث المتخصص في الذكاء الاصطناعي وأمن الشبكات:
مبادرة 'صناعة عالم' استثمار استراتيجي في أثمن أصول المستقبل: العقول المبتكِرة.
التركيز على رياضيات الذكاء الاصطناعي بدلاً من المهارات السطحية يعدّ استراتيجية ناجحة.
مبادرة 'صناعة عالم' تنقل المملكة من مجرد مستهلك للتقنية إلى منتج ومبتكر لها.
مرة أخرى تؤكد السعودية سعيها لتكون قوة تكنولوجية مؤثرة، عبر دعمها صناعة العلماء، الذي تستهله بتعليم المواهب، لتكون المملكة في المستقبل موطناً للذكاء الاصطناعي المتقدم.
مشروع تقوده 'أكاديمية الروبوت السعودية' يثير الإعجاب حيث يعتمد على الموهوبين الصغار، والاستثمار المبكر في هذه المواهب، ودعمها بما تحتاج إليه من إمكانيات تساعدها لشق الطريق بسهولة نحو الابتكار في المجال الذي سيقود العالم، الذكاء الاصطناعي.
أكاديمية الروبوتات لن تكون محطة أخيرة، بل تأسيسية وتأهيلية لوصول الطالب السعودي الموهوب إلى أرقى جامعات العالم مثل كامبريدج وستانفورد وأكسفورد.
نهاية المطاف ستكون الحصول على مواطنين علماء، سيكون بمقدورهم مجاراة نظرائهم في الدول المتقدمة، أو التفوق عليهم، والتوصل إلى اكتشافات ومساهمات علمية يكون لها الأثر البالغ في صناعة تكنلوجية سعودية متقدمة.
أكاديمية الروبوت السعودية، التي فتحت أبوابها عام 2017، توضح عبر موقعها الرسمي:
تأسست لتحقيق حلم التطور التقني والتدريبي في مهارات بناء وبرمجة الروبوت.
تمكنت من تدريب وتخريج مبرمجي روبوت مبدعين ومتمكنين مهارياً وبرمجياً.
تسعى إلى الارتقاء بمستخدمي التقنية ليكونوا من مخترعيها.
تُمَكن المتدرب من استخدام أحدث تقنيات تصميم وبرمجة الروبوت.
تبسيط علوم البرمجة والذكاء الاصطناعي بجعل المتدرب يتعامل مع الروبوت عبر مشاريع عملية متنوعة.
تعتمد خلال الممارسة التطويرية 'التعلم بالمتعة' و 'التعلم بالممارسة' في مجموعات صغيرة ليستوعب المتدرب المفاهيم البرمجية بإتقان.
تقدم أسلوباً فريداً في التدريب المهاري يجعل المتدرب يمارس العمل على الروبوت كل لحظة.
توفر طاقماً تدريبياً فائق التخصص في الذكاء الاصطناعي من جامعات أوروبية وأمريكية.
تكلفة إعداد الطالب الموهوب لتصبح لديه القدرة على الابتكار في الذكاء الاصطناعي لا تقل عن 1.5 مليون ريال سعودي (نحو 400 ألف دولار)، بحسب ما يقول مؤسس الأكاديمية سعود المهيدب يقول في تصريح لصحيفة 'الاقتصادية'.
تلك التكلفة تشمل الدراسة في الجامعات العالمية المرموقة مثل ستانفورد وكامبريدج وأكسفورد، إلى جانب السكن والمواصلات والمصاريف الأخرى، حيث تبلغ تكلفة الفصل الدراسي الواحد بين 300 و400 ألف ريال (80–107 آلاف دولار).
صناعة عالم في الذكاء الاصطناعي داخل الأكاديمية -بحسب المهيدب- تمر بمجموعة من المراحل، بدءاً من غرس حب هذا التخصص وبرمجته والهندسة المرتبطة به في نفس الطالب.
ونظراً لارتفاع تكاليف دراستهم تعكف الأكاديمية على تسويق الموهوبين في هذا المجال للقطاع الخاص، يوضح المهيدب.
وأشار إلى أن الأكاديمية بدأت بتأسيس مهارات الأطفال في الذكاء الاصطناعي على مدار عام، دون الدخول في تفاصيل التطبيقات، بهدف إنشاء 'عالم صغير' بتكلفة معقولة لا تتجاوز 15 ألف ريال (4 آلاف دولار)، قبل البحث عن فرص ابتعاثهم للدراسة المتقدمة في الخارج.
خلال 10 سنوات ستدون هناك دفعة من الموهوبين، ما يؤدي إلى 'نشوء نخبة من العلماء المتخصصين في رياضيات الذكاء الاصطناعي، وهو المجال الذي يعد المحرك الأساسي لمعظم الابتكارات المستقبلية'، على حدّ قول المهيدب.
الروبوت وفق ما يؤكد متخصصون يعدّ من أهم أشكال المستقبل، إذ سيحل في أكثر الوظائف، وسيكون الاعتماد عليه بنسبة تبلغ 100% في عدد كبير من المهن والمشاريع والوظائف.
ويوصف الروبوت بأنه 'المستقبل' وهو ما يتأكد في وقتنا الحالي، حيث أخذ يقتحم العديد من الأعمال ويزداد الاعتماد عليه يوماً بعد آخر.
وعليه، تدرك السعودية جيداً أن الروبوت ستكون له السيادة في عالم الصناعة كما عدداً من المجالات لا سيما في الطب.
لذلك تؤكد أكاديمية الروبوت السعودية، أن تعلم الروبوت يفتح العديد من فرص المستقبل، وتطلق على الروبوت بأنه 'لغة العصر'، مضيفة 'لا مناص اليوم من تعلمه لنفهم الحياة من حولنا ونفتح لنفسنا العديد من الفرص مهما كان التخصص والميول'.
وسام مكي سالم، الباحث المتخصص في الذكاء الاصطناعي وأمن الشبكات، يصف مبادرة 'صناعة عالم' يأنها 'استثمار استراتيجي في أثمن أصول المستقبل: العقول المبتكِرة'.
سالم يقول لـ'الخليج أونلاين' إن 'التركيز على رياضيات الذكاء الاصطناعي بدلاً من المهارات السطحية يعدّ استراتيجية ناجحة، فهو ينقل المملكة من مجرد مستهلك للتقنية إلى منتج ومبتكر لها'.
وحول المنفعة الاقتصادية لمشروع يقول سالم:
مشروع صناعة عالم قد يبدو مرتفع التكلفة، لكن عوائده عالية.
عالم واحد قادر على حل مشكلة صناعية توفر أضعاف تكلفة إعداده.
إنها خطوة أساسية نحو تحقيق السيادة التقنية وتنويع الاقتصاد بما يتوافق مع رؤية واهداف السعودية 2030.
هذا التوجه يمثل استثماراً استراتيجياً بعيد المدى في أصل هو الأثمن في اقتصاد المستقبل: رأس المال البشري المبتكِر.
التركيز تحديداً على 'رياضيات الذكاء الاصطناعي' هو نقطة القوة الجوهرية في هذه المبادرة، فهو يضمن بناء جيل من العلماء القادرين على تطوير خوارزميات ونماذج مبتكرة من الصفر، وليس مجرد استخدام الأدوات والبرمجيات الجاهزة.
يجب ألا يُنظر إلى تكلفة الـ 1.5 مليون ريال كـ 'مصروف'، بل كـ 'رأس مال مخاطر' (Venture Capital) يُضخ في مشروع ذي عائد أسي محتمل.
نجاح عالم واحد في تطوير حلّ يرفع كفاءة قطاع حيوي كفيل باسترداد تكلفة البرنامج بأكمله وتحقيق أرباح استراتيجية هائلة.
هذه المبادرة حجر الزاوية في بناء سيادة تقنية واقتصاد معرفي حقيقي، تقلل الاعتماد على الخبرات المستوردة، وتضع المملكة في مصاف الدول المنتجة والمصدرة للابتكار.










































