اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٤ كانون الأول ٢٠٢٥
في مواجهة تهديد عالمي لا يمكن الهرب منه، كشفت دراسة طبية حديثة أن 'فيتامين C' قد يكون خط الدفاع الأرخص والأكثر فاعلية لحماية الرئتين من 'القاتل غير المرئي' المتمثل في تلوث الهواء بالجسيمات الدقيقة (PM2.5)، موفرة بذلك أملًا جديدًا لسكان المدن المكتظة.
الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة التكنولوجيا في سيدني (UTS) ومعهد 'وولكوك' للأبحاث الطبية، ونُشرت في دورية 'Environment International'، وجدت أن هذا الفيتامين الشائع، المعروف بخصائصه المضادة للأكسدة، يمكنه تقليل التهابات الرئة والتلف الخلوي الناجم عن التعرض اليومي لمستويات منخفضة من التلوث.
كيف يدمر التلوث خلاياك؟
ركز الباحثون على الجسيمات الدقيقة (PM2.5) الناتجة عن عوادم السيارات، وحرق الأخشاب، وحرائق الغابات.
وأوضحت التجارب المخبرية أن هذه الجسيمات تؤدي إلى 'تخريب' الميتوكوندريا (محطات الطاقة داخل الخلية)، حيث تتضخم وتتفتت وتفرط في إنتاج 'أنواع الأكسجين التفاعلية' الضارة، مما يؤدي إلى موت الخلايا والتهابات مزمنة ترتبط بأمراض مثل الربو والتليف الرئوي.
الفيتامين 'الدرع'
أثبتت التجارب التي أجريت على الفئران وخلايا الرئة البشرية أن 'فيتامين C' نجح في عكس هذه التأثيرات السلبية تقريباً؛ حيث أدى استخدامه إلى:
– تثبيت استقرار الميتوكوندريا ومنع تلفها.
– خفض مؤشرات الالتهاب بشكل ملحوظ.
– استعادة إنزيمات الجسم المضادة للأكسدة لنشاطها.
ويقول البروفيسور بريان أوليفر، من كلية علوم الحياة في جامعة UTS: 'لأول مرة نقدم أملاً لعلاج وقائي منخفض التكلفة لمشكلة عالمية تؤثر على مئات الملايين'، مؤكدًا أنه 'لا يوجد مستوى آمن لتلوث الهواء'.
الجرعة والتحذير الطبي
ورغم النتائج الواعدة، أشار الباحثون إلى أن الجرعة الفعالة في الدراسة تعادل نحو 1000 ملغ يوميًا للبشر (بينما الاحتياج اليومي الموصى به يتراوح بين 75-90 ملغ).
ورغم أن الحد الآمن يصل إلى 2000 ملغ، حذر الفريق من تناول جرعات عالية دون استشارة الطبيب لتجنب الآثار الجانبية المعوية أو التداخلات الدوائية، بانتظار تأكيد النتائج عبر تجارب سريرية بشرية موسعة.










































