اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
الرياض - الثقافي
في قلب العاصمة الرياض، وعلى أرض حي عرقة، تتشكل ملامح مشروع وطني استثنائي أعلن عنه وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان خلال مؤتمر الاستثمار الثقافي 2025: جامعة الرياض للفنون. ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل فضاء إبداعي يفتح نوافذه على العالم، ويُترجم رؤية المملكة في جعل الثقافة والفنون جزءًا أصيلًا من التنمية الوطنية.
ولادة حلم ثقافي
تمثل الجامعة خطوة مفصلية في تاريخ التعليم الثقافي بالمملكة، فهي ليست مبنى يضم قاعات ومحاضرات، بل رؤية شاملة لإعداد أجيال من المبدعين في مجالات الأفلام والموسيقى والمسرح والفنون البصرية والتصوير وفنون الطهي والإدارة الثقافية، عبر 13 كلية متخصصة، ستنطلق أولى برامجها من ثلاث كليات: المسرح والفنون الأدائية، الموسيقى، والأفلام.
هذه البداية ليست إلا حجر الأساس لمشروع أكبر، حيث ستتكامل باقي الكليات لتشكل منظومة تعليمية متفردة، تحتضن الموهبة، وتصقلها بالعلم، وتفتح أمامها آفاق التفاعل مع التجارب الدولية.
رؤية ورسالة
تقوم الجامعة على رؤية تجعل الثقافة منصة لاكتشاف الذات، وتعزيز الإبداع، وتوسيع دائرة التبادل الثقافي. أما رسالتها فتتمثل في توفير بيئة تعليمية خصبة تربط بين النظرية والممارسة، وتقدم برامج أكاديمية ومهنية متدرجة من الدبلوم وحتى الدكتوراة، بالإضافة إلى البرامج القصيرة التي تتيح فرص التعلم المستمر.
نحو تعليم عالمي
من أبرز سمات الجامعة أنها لا تنغلق على الداخل، بل تسعى إلى شراكات مع مؤسسات أكاديمية دولية مرموقة، لتستفيد من خبراتها في تطوير المناهج وضمان الجودة. وبذلك، تشكل الجامعة جسرًا بين الثقافة السعودية ونظيراتها العالمية، ومركزًا للتفاعل الحضاري عبر الفنون.
الاستثمار في الإنسان
في عمق هذه المبادرة يبرز جوهر رؤية 2030: الاستثمار في الإنسان. فالثقافة ليست ترفًا، بل قوة ناعمة تُعزز الهوية الوطنية وتفتح أبواب الاقتصاد الثقافي. ومن خلال جامعة الرياض للفنون، تتحول الموهبة إلى مشروع معرفي، ويصبح الحلم الفردي طاقة جماعية تسهم في صناعة المستقبل.
معلم للمستقبل
بهذه الخطوة، ترسّخ المملكة موقعها كحاضنة للثقافة والإبداع، وتضيف إلى مؤسساتها الأكاديمية منارة جديدة، ستُعرف مستقبلًا كإحدى العلامات الفارقة في المشهد التعليمي والثقافي العربي. فجامعة الرياض للفنون ليست مجرد صرح جديد، بل إعلانٌ عن عصر مختلف، تكون فيه الفنون جزءًا من هوية المجتمع، وأداة من أدوات التنمية الوطنية المستدامة.