اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٨ تموز ٢٠٢٥
في مذكرة رسمية مشتركة صدرت يوم الإثنين، حسم مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووزارة العدل الأمريكية الجدل المحيط بقضية الملياردير جيفري إبستين، مؤكدين أن وفاته قبل ست سنوات كانت انتحارًا، وأنه لم يبتز أي شخصيات بارزة، مع نفى وجود ما يُعرف بـ 'قائمة العملاء'.
جاءت هذه الخلاصات بعد 'مراجعة شاملة' للأدلة التي تم جمعها ضد إبستين، الذي وُجد ميتًا في زنزانته بنيويورك في 10 أغسطس 2019، أثناء مواجهته اتهامات فيدرالية بالاتجار بالجنس. وتهدف المذكرة إلى دحض نظريات المؤامرة التي استمرت في الانتشار حول حياته ووفاته وعلاقاته الواسعة مع شخصيات نافذة.
خلفية القضية.. شبكة معقدة من الجرائم
برزت قضية جيفري إبستين (مواليد 1953) إلى العلن أول مرة عام 2005، حيث وُجهت إليه تهم تتعلق بالاستغلال الجنسي لقاصرات في منزله بولاية فلوريدا. ورغم الأدلة، أُدين بتهم مخففة عام 2008 بعد توصله إلى اتفاق تسوية مثير للجدل مع الادعاء العام.
في يوليو 2019، أُعيد اعتقاله بتهمتي الاتجار الجنسي بالقاصرات والتآمر للقيام بذلك، وهي جرائم تصل عقوبتها إلى السجن 45 عامًا. وكشفت التحقيقات عن شبكة واسعة كان يديرها لاستغلال فتيات قاصرات وتقديمهن كعبيد جنس لشخصيات ثرية ونافذة في أماكن متعددة، أبرزها قصره في مانهاتن وجزيرته الخاصة 'ليتل سانت جيمس' في جزر العذراء الأمريكية، والتي عُرفت إعلاميًا بـ 'جزيرة البيدوفيليا'.
غيلاين ماكسويل: الشريكة الرئيسية
لعبت سيدة المجتمع البريطانية غيلاين ماكسويل، ابنة قطب الإعلام روبرت ماكسويل، دورًا محوريًا كشريكة رئيسية لإبستين. وقد أُدينت عام 2021 بخمس تهم، من بينها الاتجار الجنسي بالأطفال، وحُكم عليها في 2022 بالسجن لمدة 20 عامًا. وتمحور دورها حول تجنيد الفتيات القاصرات وإعدادهن للاستغلال الجنسي من قبل إبستين وشركائه.
أسماء بارزة في دائرة الضوء
كشفت وثائق المحكمة، التي نُشرت على دفعات، عن أسماء العديد من الشخصيات البارزة التي كانت على صلة بإبستين. ورغم أن ذكر أسمائهم لا يعني بالضرورة تورطهم الجنائي، إلا أنه أثار جدلًا واسعًا. ومن أبرز هذه الأسماء:
الأمير أندرو: اتهمته فرجينيا جوفري، إحدى الضحايا الرئيسيات، بالاعتداء عليها جنسيًا، وقام بتسوية قضية مدنية معها مقابل مبلغ مالي كبير.
بيل كلينتون ودونالد ترمب: ورد اسم الرئيسين في الوثائق، لكن دون أن توجه إليهما اتهامات بارتكاب جرائم. وأشارت الشهادات إلى أن كلينتون استخدم طائرة إبستين الخاصة في عدة مناسبات.
شخصيات أخرى: ضمت القائمة أسماء مثل عالم الفيزياء الراحل ستيفن هوكينغ، والساحر ديفيد كوبرفيلد، والمغني الراحل مايكل جاكسون، حيث ذكرتهم شهادات الضحايا في سياقات مختلفة، دون توجيه تهم جنائية.
شبهات الارتباط الاستخباري
أثيرت شكوك حول علاقة إبستين بالاستخبارات الإسرائيلية (الموساد)، لا سيما عبر ارتباطه بعائلة ماكسويل. وزعم ضابط المخابرات الإسرائيلي السابق، آري بن ميناشي، أن إبستين وغيلاين ماكسويل كانا يعملان لصالح الموساد بهدف جمع معلومات استخباراتية وابتزاز شخصيات دولية.
كما ارتبط إبستين بعلاقات تجارية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك، مما أثار جدلًا سياسيًا في إسرائيل.
ورغم البيان الأخير لمكتب التحقيقات الفيدرالي، الذي يهدف إلى وضع نهاية رسمية للقضية، من المرجح أن تستمر تداعيات شبكة إبستين المعقدة في الظهور، لما كشفته من تفاصيل صادمة حول استغلال السلطة والثروة في أعلى المستويات.