اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ٧ تموز ٢٠٢٥
د. أنجيلا ويلكينسون
في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه الأنظمة الدولية، لا تزال تحولات الطاقة تمثل بارقة أمل حقيقية وفرصة لإحداث تغيير إيجابي، ورغم أن هذا التحول يحدث بوتيرة غير متساوية في مختلف أنحاء العالم، إلا أنه يتسم بوضوح بالتوجه الواعي والقيادي، مدفوعًا بتعاون مبتكر بين القوى العالمية الصاعدة.
تمثل المملكة العربية السعودية نموذجًا مميزًا في هذا السياق، حيث تسهم رؤية 2030 في رسم ملامح مستقبل مختلف، يجمع بين التحول الاجتماعي، والتنويع الاقتصادي، وحماية البيئة. وتُترجم هذه الرؤية من خلال مبادرات واقعية وعملية، منها الاقتصاد الدائري للكربون، ومشاريع رائدة مثل «نيوم»، والاستثمارات الاستراتيجية في الهيدروجين والمعادن والطاقة المتجددة.
ولا تقتصر جهود المملكة على تقديم الوعود، بل تمتد إلى تحقيق الإنجازات على أرض الواقع. فمبادرات مثل «السعودية الخضراء» أسست لالتزام واضح بتوليد 50 % من الطاقة من مصادر متجددة بحلول عام 2030، ما يعكس إرادة حقيقية للتغيير.
يعتمد نجاح التحول في مجال الطاقة على إدراك خصوصية كل منطقة، وتعزيز التعاون بين المجتمعات والأقاليم، بدلاً من فرض نموذج واحد. وتدرك المملكة أهمية إضفاء طابع إنساني على تحول الطاقة، من خلال التركيز على تحقيق العدالة المناخية، وتعزيز فرص العمل، وتحسين جودة الحياة، وحماية البيئة.
وفي هذا الإطار، يواصل مجلس الطاقة العالمي دوره كمحفز للحوار والتعاون العالمي، عبر شبكة تمتد إلى أكثر من 100 دولة. ويُعد المجلس منصة جامعة توائم بين التحديات المحلية والرؤى العالمية، وتُسهم في سرد قصص النجاح في مختلف أنحاء العالم.
في أكتوبر 2026، تستضيف الرياض مؤتمر الطاقة العالمي السابع والعشرين، تحت شعار «إلهام التحولات، تحقيق التحولات». لن يكون هذا المؤتمر مجرد فعالية دولية، بل لحظة مفصلية تسلط الضوء على تقدم المملكة، وتجمع أصواتًا متنوعة من مختلف القارات وقطاعات الطاقة، لتعزيز التعاون وتحقيق نتائج ملموسة.
ستحتضن المملكة لقاءً عالميًا يجمع صناع القرار من القطاعين العام والخاص، ومن مختلف جهات العالم - شمالًا وجنوبًا، شرقًا وغربًا - في سعيٍ مشترك لتجاوز الانقسامات، وفتح آفاق جديدة للحوار البنّاء والتعاون الفعّال. فنجاح التحول في قطاع الطاقة لا يكمن فقط في تحديث الأدوات والتقنيات، بل في إعادة تشكيل العقليات، وتبني سلوكيات جديدة، وتعزيز روح المرونة والعمل الجماعي.
تفتح المملكة العربية السعودية آفاقًا جديدة لشراكات عالمية مبتكرة، ترسّخ من خلالها دورها كقوة محفّزة للتغيير. ويفتخر مجلس الطاقة العالمي بأن يكون شريكًا فاعلًا في هذا المسار، ليس بمجرد الدعم والمساندة، بل كمصدر إلهام وتأثير يعزز التقدم ويدفع بالعالم نحو مستقبل طاقي أكثر إشراقًا وإنسانية.
فحيثما تتدفق الطاقة، تزدهر الحضارة، ومعًا نستطيع أن نصنع مستقبلًا طاقيًا أكثر إشراقًا واستدامة، يُلبي طموحات الإنسان ويحفظ كوكبنا للأجيال القادمة.