اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٣٠ تشرين الأول ٢٠٢٥
جاء ملتقى الصحة العالمي 2025 في صورةٍ استثنائية جمعت الفكر والإنجاز، والعلم والإعلام، والحاضر والمستقبل، فلم يكن الملتقى مجرد حدثٍ صحيٍّ اعتيادي، بل لوحة وطنية وعالمية ناطقة، رسم الإعلام السعودي ملامحها بكفاءة، ليُجسّد دور الكلمة والصورة في نقل التحول الصحي الذي تعيشه المملكة والعالم، في زمنٍ تتسارع فيه الخطى نحو منظوماتٍ أكثر استدامة وذكاء وجودة في خدمة الإنسان.
منذ اللحظة الأولى لانطلاق الفعاليات، بدت الرياض كأنها العاصمة العالمية للصحة والإعلام الصحي معًا، تتألق بمزيجٍ من الحضور الرفيع والمشاركة الدولية الواسعة، بينما كانت عدسات الإعلام ووسائطه توثّق لحظةً بلحظة حراكًا حضاريًا يضع المملكة في قلب صناعة التأثير.
وامتلأت القاعات بالحوار، والمعارض بالابتكار، والممرات بالتقنية، والمنصات الإعلامية بالتحليل والرؤى، لتتحول الرياض إلى مسرحٍ مفتوحٍ للتواصل العالمي يعكس صورة المملكة الحديثة في مشهدٍ صحيٍّ متكامل.
وشهد الملتقى هذا العام ارتفاعًا في عدد الزوار بنسبة 1500% مقارنةً بأول نسخة عام 2017، فيما ارتفع عدد العلامات التجارية المشاركة بنسبة 600% منذ انطلاق الملتقى، وهو ما يعكس النمو الهائل في مكانته الإقليمية والعالمية بصفته محورًا رئيسيًا لصناعة الصحة والابتكار والاستثمار.
كما سجّل هذا العام مشاركة أكثر من 2000 علامة تجارية من كبرى الشركات العالمية والمحلية، إلى جانب مؤسسات وطنية رائدة مثل شركة الصحة القابضة، والهيئة السعودية للتخصصات الصحية، والشركة الوطنية للشراء الموحد (نوبكو)، وشركة الاتصالات السعودية (STC) وغيرها من الشركاء الذين أدركوا أن الإعلام اليوم ليس ناقلًا للأحداث فحسب، بل شريك إستراتيجي في بناء الصورة والسمعة والريادة.
وشكّل الملتقى هذا العام منصة صحية واقتصادية وإعلامية عالمية جمعت أكثر من 620 متحدثًا عالميًا من أكثر من 25 دولة، إلى جانب نخبة من قادة القطاع الصحي والمسؤولين الحكوميين والمستثمرين والمبتكرين. وقد أسهم الإعلام بدورٍ محوري في توسيع دوائر الحوار وتوثيق التجارب وإبراز قصص النجاح التي تتشكل على أرض المملكة، في مشهدٍ يجسّد مفهوم 'الدبلوماسية الإعلامية الصحية'.
وفي جانب الشراكات، شهدت فعاليات الملتقى تضاعف الاتفاقيات بين القطاع الخاص (B2B) ست مرات مقارنة بالعام الماضي، فيما قفزت قيمة الإطلاقات من 20 مليار ريال في 2023 إلى 124 مليار ريال في 2025، لتبلغ قيمة الإطلاقات والاتفاقيات المعلنة في النسخة الثامنة نحو 133 مليار ريال، رقمٌ يؤكد المكانة الاقتصادية المؤثرة للقطاع الصحي في المملكة.
كما لُوحظ أن أكثر من 60% من الاتفاقيات الموقّعة هذا العام كانت بين جهات من القطاع الخاص، ما يعكس الدور المتنامي للاستثمار الصحي وديناميكية التحول الذي تقوده المملكة في هذا المجال الحيوي.
وفي مشهدٍ يُبرز التكامل بين الفكر الصحي والرسالة الإعلامية، برز دور الإعلام السعودي قوة ناعمة داعمة للتحول الصحي، إذ أطلقت وزارة الإعلام مبادرة 'جسر الإعلام' كمنصةٍ حيويةٍ تجمع المؤسسات الإعلامية الوطنية والجهات الصحية المشاركة، لتكون قناة تواصلٍ معرفي تنقل من خلالها التجارب والخبرات والابتكارات إلى العالم بلغةٍ تترجم رؤية المملكة نحو مستقبلٍ صحيٍّ أكثر وعيًا وتطورًا.
وشكّل هذا الجسر مساحةً للتفاعل المباشر بين الإعلاميين والمتحدثين الدوليين، وأسهم في تقديم تغطياتٍ نوعية تُبرز نجاحات الملتقى ومكانة الرياض بصفتها عاصمة عالمية للمعرفة والتأثير.ما ميّز الملتقى هذا العام لم يكن فقط هذا الحضور العالمي الواسع أو الأرقام القياسية في المشاركة، بل التحام الإعلام بالفكر الصحي في صياغة رؤيةٍ جديدةٍ للتنمية. فكل جلسة كانت تحمل وعدًا بالتجديد، وكل حوارٍ كان يتردد صداه في المنصات الإعلامية المحلية والعالمية، ناقلًا صورة حقيقية عن وطنٍ يبني مستقبله بخطى واثقة.










































