اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة سبق الإلكترونية
نشر بتاريخ: ١٩ نيسان ٢٠٢٥
طهران هدّدت بردٍ مدمّرٍ على أيّ عدوان
في ظل تصاعد التهديدات وتجدُّد المحادثات النووية، تعود الأضواء لتسلّط على الملف الإيراني ببُعدٍ جديدٍ وخطيرٍ، وثائق سريّة وتصريحات تكشف أن إسرائيل تخطّط لشن ضربة عسكرية محدودة ضدّ منشآت طهران النووية، رغم تحفظات واشنطن وتردّدها في دعم أيّ عملٍ عسكري مباشر.. فهل تشهد المنطقة منعطفاً دموياً جديداً؟تحذيرات متبادلة
تصاعدت حدة التحذيرات بين إسرائيل وإيران خلال الأيام الأخيرة، حيث أعلنت إسرائيل أن كل الخيارات مطروحة لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي، فيما، هدّدت طهران بـردٍ مدمّرٍ على أيّ عدوان، مشيرة إلى قدراتها الصاروخية البعيدة المدى ووجود قواتها وحلفائها على حدود إسرائيل.
وكشفت مصادر مطلعة لـ'رويترز'، أن إسرائيل قدّمت لإدارة الرئيس دونالد ترامب؛ سلسلة من السيناريوهات العسكرية لضرب المنشآت النووية الإيرانية، تتضمّن عمليات جوية وبرية متنوّعة، وتتراوح هذه الخطط بين ضربات سريعة تخلف أضراراً مؤقتة، وهجمات شاملة قد تُعيق البرنامج النووي الإيراني لسنوات.تحفظ أمريكي
وأبدى البيت الأبيض تحفظاً واضحاً، حيث أكّد ترامب خلال لقائه نيامين نتنياهو؛ مطلع أبريل، تفضيله الحل الدبلوماسي. وقال مسؤولون أمريكيون: 'إن واشنطن لن تدعم أيَّ عملٍ عسكري إلا إذا قامت إيران بتسريع تخصيب اليورانيوم أو طردت مفتشي الوكالة الدولية'.
وحذّرت طهران من 'رد ساحق' إذا تعرّضت منشآتها النووية للاستهداف. ونقلت مصادر استخباراتية إيرانية عن مسؤول رفيع، قوله: 'إن بلاده تراقب التحركات الإسرائيلية عن كثب'، معتبرة أن أيّ هجومٍ سيكون انتحاراً سياسياً لنتنياهو.مخاطر متوقعة
ويؤكّد خبراء عسكريون أن الضربة الإسرائيلية -حتى لو نجحت- لن تقضي على البرنامج النووي الإيراني؛ بل ستؤخّره لفترة محدودة، كما أن مثل هذه الخطوة قد تدفع طهران إلى سحب التزاماتها النووية وتصعيد هجماتها عبر وكلائها في المنطقة.
وتواجه إسرائيل معضلة ثلاثية الأبعاد: رغبتها في منع إيران من امتلاك السلاح النووي، تحفظ حليفتها الأمريكية، وخشيتها من حرب إقليمية واسعة، وقد وصف مسؤول إسرائيلي كبير، الموقف، بأنه 'سباقٌ مع الزمن'، خاصة مع تعافي إيران من الضربات السابقة وتطويرها أنظمة دفاع جوي متقدمة.سيناريوهات محتملة
تشير تحليلاتٌ إلى أن إسرائيل قد تلجأ إلى خيار الضربة المحدودة باستخدام طائرات 'إف-35' المتخفية، مع تجنُّب استهداف المنشآت العميقة، التي تحتاج إلى قنابل أمريكية ثقيلة، لكن مثل هذه العملية تبقى محفوفة بالمخاطر دون ضماناتٍ أمريكية بتقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي.
ويحذّر محللون إستراتيجيون من أن أيّ عمل عسكري ضد إيران قد يؤدي إلى إغلاق مضيق هرمز، مما سيؤثر في إمدادات النفط العالمية، كما قد تشهد المنطقة موجة من الهجمات على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا، مع احتمال تصعيد الميليشيات المدعومة إيرانياً.تغيير المعادلة
وبينما تستعد طهران وواشنطن لجولة جديدة من المفاوضات، تلوح في الأفق إمكانية تغيُّر المعادلة بشكلٍ جذري. فهل تنجح الدبلوماسية في تجنيب المنطقة حرباً مدمّرة، أم أن الطبول الحربية التي تدق في الكواليس تُنذر بسيناريو أكثر قتامة؟
ومع استمرار التصعيد بين الجانبَيْن، يبقى السؤال الأكبر: إلى أي حدٍ يمكن احتواء الأزمة قبل أن تتحوَّل إلى مواجهة مفتوحة قد تغيّر خريطة المنطقة للأبد؟