اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٣ تموز ٢٠٢٥
أعلن باحثون أميركيون عن اكتشاف حطام سفينة برتغالية يُعتقد أنها تعرّضت لهجوم من قِبل قراصنة في عام 1721 قبالة سواحل مدغشقر، وكانت تحمل على متنها كنوزًا مذهلة من الذهب والفضة واللآلئ.
بحسب مركز حفظ حطام السفن التاريخية، فإن الحطام المكتشف في ميناء صغير بجزيرة 'نوسي بوراها' شمال شرقي مدغشقر يعود على الأرجح إلى سفينة 'نوسا سينيورا دو كابو' (Nossa Senhora do Cabo)، والتي أبحرت من غوا الهندية نحو البرتغال، قبل أن يهاجمها قراصنة بقيادة الكابتن الشهير أوليفييه 'النسر' لوڤاسور.
كنز لا يُقدّر بثمن
وفقًا للمصادر التاريخية، كانت السفينة محمّلة بسبائك ذهب وفضة، وصناديق لآلئ، بالإضافة إلى صليب ضخم مصنوع من أكثر من 90 كيلوغرامًا من الذهب ومرصّع بالياقوت، وتُقدّر قيمة هذه الشحنة اليوم بأكثر من 138 مليون دولار.
أدلة أثرية وتاريخية
قال الباحث براندون كليفورد، مدير المركز، إن تحديد هوية السفينة استند إلى تحاليل للهياكل الخشبية، وسجلات تاريخية، وأكثر من 3,300 قطعة أثرية تم استخراجها من الموقع، منها تماثيل دينية خشبية وعاجية، ولوحة منقوشة بالذهب تحمل اختصار 'INRI' الذي يشير إلى 'يسوع الناصري، ملك اليهود' باللغة اللاتينية.
ملاذ القراصنة
كانت جزيرة نوسي بوراها، المعروفة سابقًا باسم 'إيل سانت ماري'، واحدة من أبرز قواعد القراصنة الأوروبيين في القرن الثامن عشر، بفضل موقعها الاستراتيجي وغياب الحكم الاستعماري، ما جعلها محطة لتقاسم الغنائم بعد الهجمات على السفن التجارية.
سفن أخرى وقصص مفقودة
أكد الباحثون أن ما لا يقل عن أربعة حطام سفن قراصنة أو سفن تم الاستيلاء عليها ترقد في موانئ الجزيرة نفسها، وأن عدد السفن الغارقة في تلك الحقبة قد يتراوح بين 7 إلى 10 سفن، منها ما تعمّد القراصنة غرقه لتخبئة الكنوز.
مصير غامض للركاب والعبيد
كانت السفينة تضم على متنها نائب ملك البرتغال ورئيس أساقفة غوا، حيث تم فداء الأول، بينما لا يُعرف مصير الثاني. كما كانت تنقل نحو 200 من العبيد من موزمبيق، دون تسجيل ما حدث لهم بعد الهجوم.
يرى الباحثون أن هذا الاكتشاف لا يسلط الضوء فقط على ثروات القراصنة، بل على تقاطعات التجارة الاستعمارية، والعبودية، والدين، في حقبة كانت البحار فيها تحت سيطرة من يُجيد استخدام المدفع لا القانون.