اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ١٥ حزيران ٢٠٢٥
في قلب الشمال الشرقي من العاصمة، تواصل محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية جهودها الواسعة في استعادة التوازن البيئي، من خلال تنفيذ مشاريع ضخمة لتشجير أراضيها الشاسعة التي تمتد على مساحة 91,500 كيلومتر مربع، بزراعة مئات الآلاف من الأشجار، وعلى رأسها شجرة الأكاسيا التي تُعد رمزًا للصمود في وجه التصحر.
وتأتي هذه المبادرة البيئية الطموحة في إطار مبادرة السعودية الخضراء، التي تهدف إلى إنعاش الغطاء النباتي في المملكة ومكافحة التصحر، إلى جانب حماية التنوع الحيوي وضمان استدامة النظم البيئية.
تتميّز شجرة الأكاسيا بدورها البيئي الحيوي، إذ توفر الظل والمأوى للطيور والحيوانات، وتساعد في تثبيت التربة ومقاومة عوامل التعرية، كما تمثل مصدرًا رئيسيًا للرحيق المستخدم في إنتاج العسل عالي الجودة. وتُعد هذه الأشجار من الأنواع القليلة القادرة على التكيّف مع مناخ الصحراء القاسي، مما يجعلها حجر الأساس في خطط الإحياء البيئي للمحمية.
وتعتبر محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد ثاني أكبر محمية ملكية في المملكة، وتضم تضاريس متنوعة من أودية وشعاب وتكوينات جيولوجية فريدة، إلى جانب وجود نباتات نادرة وحيوانات مهددة بالانقراض مسجلة ضمن 'القائمة الحمراء للأنواع المهددة'.
كما تتيح المحمية جولات بيئية منظمة برفقة مرشدين متخصصين، وتُعد وجهة مفضلة لهواة السياحة البيئية، حيث يمكنهم ممارسة أنشطة مثل المشي الجبلي، والتخييم، وتسلق الجبال، وحتى الصيد المستدام في بيئة آمنة ومتوازنة.
وتغذّي الأودية التي تنحدر من هضبة العُرمة، مثل وادي الثمامة ووادي غيلانة، المحمية بمياه الأمطار والسيول، ما يسهم في تكوين بيئة رطبة نسبية في مناطق مثل روضة خريم، وهي من أشهر متنزهات الرياض الطبيعية.
تركز هيئة تطوير المحمية على رفع الوعي البيئي لدى المجتمع، وتعزيز مشاركة الأهالي في حماية الموارد الطبيعية، وتوفير بيئة صالحة لتكاثر الحيوانات واستقرارها، بما يرسّخ مكانة المحمية كنموذج للاستدامة البيئية في المملكة.