اخبار السعودية
موقع كل يوم -بزنس ريبورت الاخباري
نشر بتاريخ: ٢٢ أذار ٢٠٢٥
الكويت- بزنس ريبورت الإخباري|| قالت مجلة «ذا بانكر» أن الحكومة الكويتية تعمل على تنفيذ سلسلة من الإصلاحات الهيكلية العاجلة لمعالجة التحديات الاقتصادية المزمنة، وعلى رأسها الوضع المالي للكويت، الذي يعاني من عجز مستمر منذ عام 2016/2015، باستثناء عام 2023/2022 الذي شهدت فيه البلاد تحقيق فوائض مالية، حيث ارتفعت أسعار النفط بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأشارت «ذا بانكر» في تقرير لها إلى أن الاقتصاد الكويتي شهد إشارات إيجابية مع قفزة في العقود الإنشائية الجديدة التي تم ترسيتها بقيمة 2.7 مليار دينار في 2024، والتي تعد الأعلى منذ 2017، وأن هناك تفاؤلا متزايدا بشأن قدرة الكويت على زيادة الإيرادات غير النفطية على المدى المتوسط.
ذا بانكر
ويقول كبير مسؤولي الشؤون الاقتصادية وخبير السياسة المالية والدين في «لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا» (الإسكوا) نيرانجان سارانجي إن الكويت تعاني من وضع مالي غير مستدام، إذا استمرت في الاعتماد بشكل مفرط على عائدات النفط مع الحفاظ على مستويات إنفاق عام مرتفعة، فإنها ستواجه أزمة حتمية إذا انخفضت إيرادات النفط، فلن تكون الإيرادات غير النفطية كافية لتغطية النفقات، مما يهدد بأزمة مالية.
وتكشف تحليلات «الإسكوا» عن حجم المشكلة بين عامي 2015 و2023، إذ بلغ العجز التراكمي الصافي في الميزانية 28 مليار دينار (ما يعادل 91 مليار دولار)، ومنذ عام 2017، لم يتم إقرار قانون الدين العام، مما منع الحكومة من إصدار السندات لتمويل العجز، وأجبرها على السحب من صندوق الاحتياطي العام.
وفي ميزانية 2024/2023، شكلت النفقات الجارية حوالي 92.6% من إجمالي الإنفاق، وفقا لبيانات «الإسكوا»، حيث تم تخصيص الجزء الأكبر من الأموال للرواتب والدعم، مما ترك هامشا ضئيلا للاستثمار في البنية التحتية والخدمات العامة.
ويشير سارانجي إلى أن أحد التحديات الرئيسية التي تواجه الحكومة هو انخفاض الإيرادات غير النفطية بسبب ضعف الامتثال الضريبي والإعفاءات الممنوحة لبعض الشركات.
وأضاف: 'الإيرادات غير النفطية انخفضت من 14% من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي في 2013 إلى 8% في 2023، مبينا أن الإعفاءات والإجراءات الضريبية غير الفعالة تعرقل نمو الإيرادات'.
قرارات أوبك
وستودى قرارات «أوپك+» إلى زيادة إنتاج النفط تدريجيا بدءا من أبريل 2025 وهو تحول عن سلسلة التخفيضات التي بدأت في أواخر 2022 لدعم الأسعار إلى تفاقم التحديات المالية التي تواجه الكويت، حيث زاد من العجز المتوقع في الميزانية العامة للسنة القادمة، ورغم أن زيادة إنتاج النفط ستدعم الاقتصاد، إلا أن توقعات انخفاض الأسعار ستؤثر سلبا على الميزانية العامة.
ويقول الخبير الاقتصادي في «أوكسفورد إيكونوميكس» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تيانشين بينغ «في السيناريو الأساسي لدينا، التأثير السلبي لانخفاض أسعار النفط يفوق التأثير الإيجابي لزيادة الإنتاج، ومن المتوقع أن يؤدي قانون الدين العام الجديد إلى تحرير مليارات الدولارات لدعم جهود تنويع الاقتصاد».
وزاد «بعد إعلان «أوپك+»، نتوقع أن يتسع العجز المالي في الميزانية إلى 13.8% من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنة بتوقعاتنا السابقة عند 12.7%».