اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٢١ أيلول ٢٠٢٥
في قلب قرية لينة التاريخية التابعة لمحافظة رفحاء بمنطقة الحدود الشمالية، يقف قصر الملك عبدالعزيز شامخًا منذ ما يقارب التسعين عامًا، ليجسد مرحلة مفصلية في تاريخ توحيد المملكة ويظل بصمة خالدة في ذاكرة الوطن. ويُعد القصر أحد أبرز المعالم التاريخية التي تروي مسيرة الملك المؤسس –رحمه الله– في بناء الدولة وتوحيد أرجائها.
شُيّد القصر بأمر من الملك عبدالعزيز –رحمه الله– خلال عامي 1354 – 1355هـ (1935 – 1936م) على مساحة تبلغ نحو 4,320 مترًا مربعًا، مستخدمًا الطين والحجر واللبن في تصميمه المعماري التقليدي. ويتميز القصر بأربعة أبراج دائرية في أركانه تعكس البعد الدفاعي والمعماري في آن واحد، إضافة إلى بوابة رئيسة خشبية ضخمة في واجهته الجنوبية وأخرى جانبية في الجهة الغربية.
ويضم القصر 52 غرفة تطل على فناء واسع، فضلًا عن مسجد، وبئر ماء، واسطبلات للخيول، وساحة للمناسبات الرسمية، حيث شكّل في ذلك الوقت مقرًا لإمارة لينة ومركزًا لإدارة شؤون المنطقة الشمالية، إلى جانب كونه سكنًا للأمير وأسرته، ما أضفى عليه قيمة تاريخية وإدارية بارزة.
اختيار موقع القصر لم يكن اعتباطيًا، إذ تقع لينة على بعد 100 كيلومتر من رفحاء، على طريق تجاري قديم يربط وسط الجزيرة بالعراق عبر درب زبيدة الشهير. وقد جعلها ذلك موقعًا استراتيجيًا ومركزًا للقوافل والتجار بين العراق والشام والجزيرة العربية، إضافة إلى وفرة مياه آبارها التي عززت ازدهارها الاقتصادي والاجتماعي.
واليوم، ومع احتفاء المملكة باليوم الوطني الـ95 تحت شعار 'عزنا بطبعنا'، يبرز قصر الملك عبدالعزيز في لينة كرمز تاريخي يعكس أصالة الماضي ويصل حاضر المملكة بماضيها العريق. فهو ليس مجرد مبنى أثري، بل ذاكرة حية تُجسد ما بذله الملك المؤسس من جهود لتأسيس وطن موحد ينعم بالأمن والاستقرار والتنمية.