اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ٢٠ تشرين الثاني ٢٠٢٥
الجبيل الصناعية - إبراهيم الغامدي
انخفضت أسعار النفط، أمس الأربعاء، حيث أظهر تقرير صناعي ارتفاع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط الخام في العالم، مما عزز المخاوف من فائض المعروض، على الرغم من أن انخفاض الأسعار كان محدودًا بسبب العقوبات على تدفقات النفط الروسية.
انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 22 سنتًا، أو 0.3%، لتصل إلى 64.67 دولارًا للبرميل، بعد أن ارتفعت بنسبة 1.1% في الجلسة السابقة. وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 17 سنتًا، أو 0.3%، لتصل إلى 60.57 دولارًا للبرميل، بعد أن ارتفعت بنسبة 1.4% يوم الثلاثاء.
وأفادت مصادر في السوق في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، نقلاً عن بيانات معهد البترول الأمريكي، بأن مخزونات الخام والوقود في الولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي. وأفاد معهد البترول الأمريكي، وفقًا للمصادر، بأن مخزونات الخام ارتفعت بمقدار 4.45 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 14 نوفمبر، بينما ارتفعت مخزونات البنزين بمقدار 1.55 مليون برميل، وزادت مخزونات نواتج التقطير بمقدار 577 ألف برميل.
وقال خبراء استراتيجيات السلع في بنك آي ان جي: 'بشكل عام، كان التقرير متشائمًا نسبيًا'، مع أنهم أيدوا أن 'المشاركين في السوق يبدون قلقًا بشأن مخاطر العرض أكثر من احتمالات تحقيق فائض مستقبلًا'. وأضافوا، في إشارة إلى مكاسب يوم الثلاثاء، أن 'المخاوف بشأن إمدادات الديزل الروسية في ظل العقوبات والهجمات الأوكرانية على المصافي الروسية تدفع السوق نحو الارتفاع'.
في الوقت نفسه، ذكر تقرير لوكالة أكسيوس، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين وروس، أن إدارة ترامب تُنسق سراً مع موسكو لوضع مقترح جديد يهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا. وقد يُعيد الاتفاق المُحتمل تشكيل توقعات العرض العالمي وسياسة العقوبات، مما قد يُخفض علاوة المخاطر الجيوسياسية ويُخفض أسعار النفط
حددت العقوبات الأمريكية على شركتي روسنفت، ولوك أويل الروسيتين الرئيسيتين، موعدًا نهائيًا في 21 نوفمبر للشركات لإنهاء تعاملاتها مع الشركات الروسية. أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية يوم الاثنين أن العقوبات تُثقل كاهل عائدات النفط الروسية، ومن المتوقع أن تُقلل من حجم صادراتها مع مرور الوقت. وقد بدأ مشتري النفط الخام في الصين والهند بالفعل في التحول إلى موردين بديلين.
وقال إمريل جميل، كبير محللي النفط في بورصة لندن: 'أسعار النفط القياسية في نطاق ضيق، حيث يترقب السوق تأثير عقوبات 21 نوفمبر، على الرغم من وجود ضغوط هبوطية في الخلفية مع وجود شعور بفائض في المعروض'.
ارتفعت أسعار النفط يوم الثلاثاء مع دراسة المستثمرين لتأثير العقوبات الأمريكية، ومع تزايد المخاوف بشأن انقطاع إمدادات النفط الخام والوقود بسبب الهجمات الأوكرانية على مصافي النفط الروسية ومحطات التصدير. وتُوازن المخاوف بشأن الإمدادات الروسية مع توقعات المحللين بأن إنتاج النفط يتجاوز الطلب الحالي، مما ضغط على الأسعار.
وعقب الهجمات الأوكرانية على البنية التحتية للطاقة والموانئ الروسية، ارتفعت هوامش ربح إنتاج وقود الديزل في أوروبا، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ سبتمبر 2023 يوم الثلاثاء. ويحدث هذا في ظل زيادة هوامش أرباح المصافي عالميًا.
وأشار محللون من شركة الوساطة الصينية 'هايتونغ فيوتشرز' إلى أن 'أسعار النفط وجدت دعمًا من قوة سوق الديزل، لكن استمرار فائض النفط الخام يُبقي المستثمرين حذرين بشأن السعي لتحقيق المزيد من المكاسب في الخام'.
يترقب السوق اصدار بيانات المخزونات الحكومية الأمريكية الرسمية في وقت لاحق، وقدّر المحللون قبل إصدار هذه البيانات أن مخزونات النفط الخام قد انخفضت في المتوسط بنحو 600 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 14 نوفمبر.
عطلت العقوبات الأمريكية واردات الصين النفطية من روسيا وإيران، رغم أن محاولات الالتفاف الناشئة عليها تُوحي بأن هذا التباطؤ قد لا يدوم طويلًا. وعلّقت شركات التكرير الصينية الكبرى المملوكة للدولة مشترياتها من خام “إسبو” الذي يشكّل العمود الفقري للواردات الصينية من روسيا، بعدما فرضت واشنطن عقوبات على شركتي روسنفت، ولوك أويل.
كما أدى استهداف الولايات المتحدة لمحطة “ريتشاو” النفطية -التي كانت يمر عبرها نحو 10% من واردات الخام إلى البلاد- إلى تقليص تدفقات الخام الإيراني. حتى بعض المصافي الخاصة، التي تميل إلى المخاطرة بشكل أكبر فيما يتعلق بالتعامل مع الشحنات “الحساسة”، بدأت تتجنّب استيراد الخام الروسي القادم من الشرق الأقصى، بعدما أدرج الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة شركة شاندونغ يولونغ للبتروكيميائيات على قوائمهما السوداء، حيث تُعدّ الشركة من كبار المشترين للنفط الروسي. وقد أحدثت هذه التطورات مجتمعة حالة من التوجّس غير المسبوق في السوق.
هبط النفط الروسي قبل أيام من سريان العقوبات على شركتي روسنفت، ولوك أويل، وانخفض سعر خام الأورال الروسي إلى 36.61 دولار للبرميل من ميناء نوفوروسيسك على البحر الأسود، وهو أدنى مستوى منذ مارس 2023، وشهدت أسعاره في بحر البلطيق اتجاهًا مشابهًا، بحسب بيانات 'أرغوس ميديا'، وكانت الأسعار قد سجلت ارتفاعًا طفيفًا يوم الجمعة.
يضغط هذا الهبوط ماليًا على شركات النفط الروسية، ويقلّص العائدات الضريبية التي تذهب إلى خزينة الكرملين لتمويل الحرب في أوكرانيا، إذ تمثل إيرادات النفط والغاز نحو ربع ميزانية روسيا.
من جهة أخرى، أعلنت أوكرانيا عن استهداف مصفاة تابعة لشركة روسنفت الروسية بمنطقة سامارا الروسية، في أحدث حلقة من سلسلة هجمات على صناعة إنتاج الوقود في عمق الأراضي الروسية. وتم تسجيل انفجارات وحريق في المنطقة المستهدفة. كما أعلنت أوكرانيا تحديثًا بشأن نتائج هجوم أفادت به يوم السبت على مصفاة ريازان الضخمة، مشيرةً إلى تضرر وحدتين أساسيتين لمعالجة النفط الخام، إضافة إلى خزان للمنتجات النفطية وجسر أنابيب.
في غضون ذلك، ستتزود أوكرانيا بالغاز الطبيعي الأمريكي عبر اليونان بدءًا من ديسمبر. وعقب اجتماع بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في أثينا يوم الأحد، أعلن الجانبان أن شركة “ديبا كوميرشال” اليونانية ستزوّد شركة “نفتوغاز” الأوكرانية بالغاز الطبيعي الأمريكي بدءًا من ديسمبر وحتى مارس.
وقال ميتسوتاكيس: 'تحصل أوكرانيا على وصول مباشر إلى مصادر طاقة متنوعة وموثوقة، بينما تصبح اليونان الآن مركزًا لتزويد وسط وشرق أوروبا بالغاز الطبيعي الأمريكي المُسال.
في سوريا، تسلمت البلاد أول شحنة نفط من المنحة السعودية لدعم الطاقة يبلغ حجمها 90 ألف طنًا، وصلت ناقلة النفط السعودية 'بيتالدي' يوم الاثنين إلى ميناء بانياس في سوريا، بحسب وكالة الأنباء السورية 'سانا'، وقالت الوكالة إن 'الشحنة تهدف إلى دعم الاحتياجات المحلية، وتعزيز التعاون الاقتصادي والتنموي بين البلدين'.










































