التحول الرقمي لخدمة الإنسان

توفي مساء السبت الماضي الداعية السعودي البارز الدكتور سعد بن عبد الله البريك، عن عمر ناهز 63 عامًا، بعد تعرضه لوعكة صحية حادة نقل على إثرها إلى أحد مستشفيات العاصمة الرياض، حيث تدهورت حالته بشكل مفاجئ، وأعلن عن وفاته لاحقًا.

وأثار خبر رحيله المفاجئ تفاعلاً واسعًا بين المتابعين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، لما للشيخ الراحل من مكانة بارزة وتأثير واسع في ميادين الدعوة والإعلام والعمل الخيري.

وبحسب مصادر مقربة، فقد تعرض البريك لوعكة صحية حادة في الأيام الأخيرة، قبل أن تتدهور حالته بشكل مفاجئ ويُعلن عن وفاته.

ولم يُسجَّل أن الشيخ كان يعاني من أمراض مزمنة معروفة، ما جعل خبر وفاته صادمًا لكثير من محبيه.

وحتى الآن لم يتم الكشف بشكل مفصل عن طبيعة المرض الذي أدى إلى الوفاة، مما جعل الكثيرين يتساءلون عن سبب وفاة سعد البريك المفاجئ.

من هو الشيخ سعد البريك؟

وُلد الشيخ سعد البريك في الرياض يوم 19 فبراير 1962 (14 رمضان 1381هـ)، وحصل على بكالوريوس في الاقتصاد من كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1983.

نال الماجستير في الفقه المقارن برسالة بعنوان 'التأمين التجاري في الإسلام'، وأكمل الدكتوراه في المعهد العالي للقضاء برسالة عن 'اختيارات الإمام الخطابي الفقهية' بدرجة ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى.

تقلد العديد من المناصب، حيث عمل مستشارًا ونائبًا لرئيس اللجنة العليا في مكتب الأمير عبد العزيز بن فهد للبحوث والدراسات، وعضو في لجنة التربية العليا التي ترأسها الأمير سلطان بن عبد العزيز، وعضو في اللجنة الفرعية برئاسة الشيخ عبد الله المطلق.

شارك في فريق مناصحة السجناء الذين يحملون الفكر المتطرف، وأشرف على المكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في البديعة والصناعية الجديدة.

كان إمامًا وخطيبًا لجامع الأمير خالد بن سعود في ظهرة البديعة لأكثر من 25 عامًا، وشارك في مؤتمرات وندوات داخل المملكة وخارجها، بما في ذلك الولايات المتحدة، بريطانيا، السويد، ألمانيا، ومصر.

مؤلفاته وأعماله العلمية

ألف عدة كتب، منها 'الاختيارات الفقهية للإمام الخطابي'، وله مشاركات في برامج دعوية عبر القنوات الفضائية والندوات العامة.

وكان عضوًا في الهيئة الشرعية للندوة العالمية للشباب الإسلامي ومجلس أمناء مؤسسة الوقف الإسلامي في السويد.

مراسم التشييع

أُديت صلاة الجنازة على الشيخ سعد البريك بعد صلاة الظهر يوم الأحد الماضي في جامع الراجحي بمدينة الرياض، ووري جثمانه الثرى في مقبرة النسيم، وسط حضور كبير من محبيه وتلاميذه.

إرث دعوي وإنساني

ترك الشيخ سعد البريك إرثًا دعويًا وإنسانيًا كبيرًا، حيث أسهم في نشر العلم الشرعي والدعوة إلى الله، وشارك في العديد من البرامج التلفزيونية والمحاضرات العامة، وكان له دور بارز في معالجة قضايا المجتمع من منظور إسلامي معتدل.

تفاعل العديد من العلماء والدعاة مع خبر وفاته، معبرين عن حزنهم لفقدان قامة دعوية كبيرة، وداعين الله أن يتغمده بواسع رحمته.