اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٢٨ أيلول ٢٠٢٥
كشفت دراسة علمية حديثة عن الطريقة التي يختار بها الدماغ اللحظات التي تصبح ذكريات لا تُنسى، من خلال ربطها بالأحداث العاطفية والمفاجئة. ويُعد هذا الاكتشاف فرصة لتعزيز القدرة على التعلم لدى الطلاب، وتقديم استراتيجيات علاجية لاضطرابات الذاكرة.
وتبين الدراسة، التي نشرتها ساينس ديلي، أن بعض اللحظات العادية قد تُصبح محفورة في الذاكرة عندما تتزامن مع تجارب مشحونة عاطفيًا أو مفاجئة، بينما تتلاشى ذكريات أخرى رغم أهميتها الظاهرية.
وأوضح الباحث الرئيسي روبرت إم. جي. راينهارت: 'الذاكرة ليست مجرد جهاز تسجيل سلبي، أدمغتنا تقرر ما هو مهم، ويمكن للأحداث العاطفية أن تعود بالزمن إلى الوراء لتثبيت الذكريات الهشة'.
واستند البحث إلى تحليل 10 دراسات شملت نحو 650 مشاركًا، مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وأظهرت النتائج أن الذكريات المرتبطة بتشابه بصري أو مفاهيمي تصبح أكثر ثباتًا عند ربطها بأحداث عاطفية مهمة، مؤكدًا أن التداخل المفاهيمي يلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز التذكر، وليس التوقيت وحده.
ويُعد هذا الاكتشاف أول إثبات بشري لآلية 'الترتيب التدريجي للأولويات'، التي تفسر كيفية ترسيخ التجارب اليومية في الذاكرة بشكل انتقائي.
وتشير النتائج إلى أن هذه الآلية قد تُستخدم في التعليم من خلال ربط المواد الدراسية بالمفاهيم المشحونة عاطفيًا لتعزيز الاحتفاظ بالمعلومات. كما قد تساعد سريريًا في إنقاذ الذكريات الباهتة لدى كبار السن أو تعديل الذكريات المؤلمة لدى المصابين باضطراب ما بعد الصدمة.
ويضيف راينهارت: 'لهذا الاكتشاف آثار واسعة على النظرية والتطبيق. يمكن تسخير الأهمية العاطفية لتعزيز الذكريات المفيدة أو إضعاف الضارة'، مؤكدًا أن البحث يفتح آفاقًا جديدة لعلم الأعصاب والتعليم وعلاج الصحة النفسية، واعدًا بمستقبل يمكن فيه تحسين الذاكرة بشكل فعال.