لماذا تتوسع السعودية في صناعة البتروكيماويات شرقا؟

قررت 'سابك' بناء مجمع صناعي في مقاطعة فوجيان الصينية

أعلنت الشركة السعودية للصناعات الأساسية 'سابك'، اليوم الإثنين، اتخاذ قرار الاستثمار النهائي في مشروع 'مجمع سابك فوجيان للبتروكيماويات' (مشروع مجمع غولي السعودي الصيني للإيثيلين) المزمع إنشاؤه في مقاطعة فوجيان بالصين.

وكانت شركة 'سابك فوجيان للبتروكيماويات المحدودة' –وهي مشروع مشترك بنسبة 51 في المئة إلى 49 في المئة بين شركتي 'سابك للاستثمارات الصناعية'، المملوكة بالكامل لشركة 'سابك'، و'فوجيان فوهوا غولي بتروكيميكال المحدودة'، اتخذتا قراراً ببناء مجمع صناعي في منطقة 'غولي إنداستريال بارك الصناعية' في مقاطعة فوجيان.

وبحسب المعلن، تبلغ استثمارات المشروع 44.8 مليار يوان صيني (6.4 مليار دولار)، ويعد المشروع أكبر استثمار أجنبي في المقاطعة، ويمثل امتداداً آخر لاستثمارات 'سابك' الأساسي في الصين.

التوجه السعودي لصناعة البتروكيماويات ليس بالجديد، بل يعود إلى أربعة عقود مضت، لكن الصناعة بدأت تأخذ في التوسع خلال السنوات الأخيرة، إذ أصبحت السعودية اليوم إحدى أكبر دول العالم إنتاجاً للصناعات البتروكيماوية، إذ يقول المتخصص في شأن الاقتصاد في جامعة الطائف سالم باعجاجة، إن 'السعودية دولة نفطية، والاستثمار في مجال صناعة البتروكيماويات أمر حتمي لا سيما مع توفر المادة الأساسية لهذه الصناعة'.

ويلفت إلى أن التوسع في هذه الصناعة أثر إيجاباً على الاقتصاد السعودي، لا سيما أنه يدفع عجلته، من خلال خلق وظائف جديدة وتوطين هذه الصناعة في البلاد، مستطرداً 'إيرادات المنتجات البتروكيماوية أفضل من بيع النفط خام مما يزيد في إيرادات الدولة'.

ضمان البقاء

في السياق ذاته، أوضح المحلل الاقتصادي صلاح الشلهوب أن التوسع في صناعة البتروكيماويات خارج السعودية مهم في ضمان حصص البلاد في الأسواق العالمية.

وقال 'تعد الصين من أكبر المستوردين لموارد الطاقة من السعودية، ووجود مصانع لصناعة البتروكيماويات في بكين، يضمن بقاء حصص السعودية في أسواق شرق آسيا، وليس الصين وحدها، إضافة إلى الحد من الإشكاليات التي تواجه الإمدادات والنقل'، لافتاً إلى أن الاستثمارات في مجال هذه الصناعة تحقق استدامة إمدادات الأسواق والمنتجات الكيماوية، إضافة إلى تسويقها في تلك البقعة الجغرافية.

مكونات المجمع الجديد

بالعودة لتفاصيل المشروع الجديد، أشار بيان شركة 'سابك' إلى المجمع الصناعي يتكون من وحدة تكسير بخارية ذات تغذية مختلطة، تصل قدرتها الإنتاجية السنوية المتوقعة من الإيثيلين إلى 1.8 مليون طن، إلى جانب سلسلة من المرافق التصنيعية ذات المستوى العالمي للصناعات التحويلية، بما في ذلك مرافق إنتاج جلايكول الإيثيلين، والبولي إيثيلين، والبولي بروبيلين، والبولي كربونيت، وعديد الوحدات التصنيعية الأخرى، ومن المتوقع أن تكتمل الأعمال الإنشائية للمشروع خلال عام 2026.

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة 'سابك' عبدالرحمن الفقيه، 'يعد اتخاذ قرار الاستثمار النهائي لهذا المشروع خطوة مهمة بالنسبة لجهود الشركة المستمرة لتطوير وتوسيع حضورها في الصين، إذ يهدف المشروع إلى تنويع مصادر القيمة اللازمة لأعمالنا وتعزيز وجودنا في مجال صناعة البتروكيماويات في آسيا، ليشمل مجموعة واسعة من المنتجات والتطبيقات، ويعكس قرار الاستثمار النهائي حرص سابك على مواصلة التزامها توفير حلول مبتكرة لزبائنها وتعظيم القيمة التي تقدمها لمساهميها ومستثمريها'، مشيراً إلى مواصلة الاستفادة من الشراكات لتوسيع حضور شركته في تلك المنطقة، ومواصلة الإسهام في تحقيق أهداف 'رؤية 2030'.

وبحسب المعلومات الواردة عن المشروع، فإن بناءه وتشغيله سيعتمد على تقنيات، تسع منها مملوكة لشركة 'سابك'، إذ يسعى المشروع لتلبية الطلب المتنامي من الأسواق والزبائن على المنتجات الكيماوية المتطورة اللازمة لعديد التطبيقات في مجال الكهربائيات والإلكترونيات، والذكاء الصناعي، والهواتف الذكية، والاتصالات، والرعاية الصحية، والسيارات والمواد المتقدمة.

ويذكر أن اتخاذ قرار الاستثمار النهائي يمثل الإنجاز الرئيس الثاني لمشاريع 'سابك' المشتركة في السنوات الأخيرة، وذلك بعد بدء التشغيل التجاري لمصنع البولي كربونيت الجديد الواقع ضمن المشروع المشترك 'ساينوبيك سابك تيانجين للبتروكيماويات المحدودة' عام 2023.