اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة سبق الإلكترونية
نشر بتاريخ: ٢١ حزيران ٢٠٢٥
مصادر إيرانية: الترتيبات لضمان استمرارية القيادة وسط تصعيد عسكري متسارع
في خطوة نادرة تعكس حجم التهديدات التي تواجهها طهران، كشفت صحيفة 'نيويورك تايمز' الأميركية، نقلًا عن مصادر إيرانية مطلعة، أن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، قام بتسمية ثلاثة رجال دين بارزين كمرشحين محتملين لخلافته، تحسبًا لأي محاولة اغتيال قد تستهدفه في ظل التصعيد العسكري المتواصل مع إسرائيل.
وأشارت الصحيفة إلى أن خامنئي، البالغ من العمر 86 عامًا، يتحصن حاليًا في مخبأ تحت الأرض، وعلّق كافة وسائل الاتصال الإلكتروني، مكتفيًا بالتواصل عبر وسيط شخصي موثوق مع قياداته العسكرية والأمنية. ووصفت المصادر الوضع الأمني بأنه الأخطر منذ الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن الماضي.
وتأتي هذه التحركات بالتزامن مع ضربات جوية مكثفة نفذتها إسرائيل استهدفت منشآت نووية وعسكرية حساسة، إضافة إلى اغتيال عدد من القادة العسكريين الإيرانيين خلال فترة وجيزة، ما دفع النظام الإيراني إلى إعادة تموضعه الأمني وتفعيل خطط الطوارئ على نطاق واسع.
وأكدت المصادر أن خامنئي وجّه 'مجلس خبراء القيادة'، وهو الجهة المسؤولة عن اختيار المرشد، بالاستعداد لاختيار أحد الأسماء الثلاثة بشكل فوري في حال مقتله، لتفادي حدوث فراغ في السلطة وضمان انتقال منظم للقيادة.
في مفارقة لافتة، لم تشمل القائمة اسم نجله مجتبى خامنئي، رغم تكهنات سابقة رجّحت سيناريو 'التوريث السياسي'. كما استُبعد الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي بعد مصرعه في حادث تحطم مروحية عام 2024.
ويرى مراقبون أن خطوة خامنئي بتسمية خلفائه المحتملين تشكل تحولًا في نهج القيادة الإيرانية، التي لطالما تعاملت مع مسألة الخلافة بحساسية شديدة ورفضت طرحها علنًا. إلا أن تصاعد المخاطر الخارجية، والاختراقات الأمنية التي تتهم إيران إسرائيل بالوقوف خلفها، دفعا طهران إلى تبني مقاربة أكثر واقعية.
وتحدثت الصحيفة عن حالة من التوتر تسود الشارع الإيراني وسط انقطاع واسع في الإنترنت وقيود مشددة على الاتصالات. كما اتخذت السلطات إجراءات غير مسبوقة لضبط الأمن الداخلي، من بينها مطالبة من يُشتبه بتعاونهم مع 'العدو' بتسليم أنفسهم، ملوّحة بعقوبات تصل إلى الإعدام.
ويؤكد مراقبون أن هذه التطورات تعكس قناعة داخل النظام الإيراني بأن الحرب قد تعيد تشكيل هرم السلطة، وأن التحصن في المخابئ وتسمية خلفاء محتملين لم تعد خيارات احتياطية، بل ضرورة استراتيجية لضمان استمرار الدولة في مواجهة ما وصفته طهران بـ'أخطر تحدٍ خارجي منذ عقود'.