اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة صدى الالكترونية
نشر بتاريخ: ١٩ تموز ٢٠٢٥
باتت المملكة على مشارف خطوة غير مسبوقة، بفتح المجال أمام الملكية الأجنبية للأندية المحلية، في إطار رؤية شاملة تستهدف تعزيز التنافسية والاستدامة في دوري روشن للمحترفين.
وبحسب تقرير نشره الصحفي جوردان كامبل عبر شبكة The Athletic، فإن رابطة الدوري السعودي 'SPL' اقتربت من إتمام أول صفقة لبيع نادٍ سعودي إلى مستثمرين أجانب، وسط ما وُصف بـ'تحول نوعي' في سياسة التملك، وامتدادًا لـ'موجة الخصخصة الثانية' التي طرحت العام الماضي وشملت أندية مثل الأخدود والعروبة والخلود، إلى جانب أندية من الدرجات الأدنى كـالزلفي والنهضة والأنصار.
وكان صندوق الاستثمارات العامة، الصندوق السيادي السعودي، قد استحوذ في عام 2023 على حصص الأغلبية في أربعة من أبرز الأندية، بينها الهلال والنصر، في خطوة أرست ملامح المشروع الكروي الوطني، بدعم موازٍ من رؤوس أموال خاصة محلية.
المرحلة المقبلة ستمهد الطريق لملكية خاصة لغالبية أندية الدوري الـ18، وفقاً لمصادر الصحيفة، حيث يُتوقع الإعلان عن أسماء الملاك الجدد قريبًا. الهدف من هذه الخطوة، بحسب التقرير، هو 'خلق بيئة أكثر عدلاً وتنافسية، وضمان استدامة النجاح الرياضي والمالي على المدى البعيد'.
ورغم أن صفقات النجوم العالميين مثل كريستيانو رونالدو، كريم بنزيما، نيمار وسافيتش جذبت الأنظار إلى الدوري، فإن العبرة، وفق المراقبين، كانت في الدروس المستفادة: أن الأسماء الكبيرة لا تكفي دون بنية تحتية، مرافق حديثة، وتخطيط استراتيجي طويل المدى.
في السياق ذاته، برزت مشاريع رياضية طموحة مرتبطة بمدن سعودية مثل نيوم والعلا والدرعية. فنيوم، التي صعدت إلى دوري المحترفين هذا الموسم، استقطبت أسماء بارزة مثل سعيد بن رحمة وألكسندر لاكازيت، وتدار ضمن إطار المدينة المستقبلية في شمال غرب المملكة، بهدف تحويل الرياضة إلى محفّز تنموي.
أما العلا، فخضعت لإشراف هيئة ملكية بهدف تحويلها إلى وجهة سياحية عالمية، في حين تستهدف الدرعية أن تصبح مركزًا ثقافيًا ورياضيًا متكاملاً، حيث استُعين بخبرات أوروبية مثل دوغي فريدمان، المدير الرياضي السابق لكريستال بالاس، لتأسيس فريق قادر على التنافس والصعود.
يقول البروفسور سايمون تشادويك من جامعة إيمليون الفرنسية: 'السعوديون لا يريدون فقط إنفاق الأموال في الخارج، بل يسعون لخلق أصول رياضية محلية تولّد الاستثمارات وتوفر الوظائف. الدوري الإنجليزي يدر أكثر من 8 مليارات جنيه إسترليني على الاقتصاد البريطاني، والسعودية تطمح لتحقيق أثر مماثل'.
ومع استمرار الإنفاق الذكي على الصفقات الكبيرة، وتطوير البنية الإدارية التي باتت تحت إشراف رابطة الدوري بدلاً من وزارة الرياضة، فإن السعودية ترسم مستقبلًا جديدًا لكرة القدم، يجعل من الإنجازات مثل ما حققه الهلال أمام مانشستر سيتي في كأس العالم للأندية، نقطة انطلاق نحو العالمية وليس مجرد لحظة عابرة.