اخبار المغرب
موقع كل يوم -الأيام ٢٤
نشر بتاريخ: ١٩ تشرين الثاني ٢٠٢٥
تقول أردِن تشو، الممثلة التي أدّت صوت رومي، بطلة فيلم الرسوم المتحركة الشهير على نتفليكس 'كيه بوب ديمون هانترز' KPop Demon Hunters: 'كنت أكره أن مظهري آسيوي، وأنني لا أملك عينين زرقاوين وشعراً أشقر، لأن هذا كان معيار الجمال في ذلك الوقت'.
وخلال حديثها إلى بي بي سي ضمن سلسلة غلوبال ويمين، تتحدث تشو، 40 عاماً، عن طفولتها في ولاية تكساس بصفتها الابنة الكبرى لوالدين مهاجرين من كوريا الجنوبية، وعن صراعها من أجل القبول في المجتمع الأمريكي.
في الفيلم، الذي يروي قصة فريق غنائي كوري مكون من ثلاث فتيات يتعين عليهن إنقاذ العالم، يتعين على رومي، إحدى الفتيات الثلاث، إلى قبول هويتها المكونة من نصف إنسانة ونصف شيطان. وعندما قرأت تشو النص للمرة الأولى، وجدت أنه يلامس تجربتها بقوة.
وتقول 'وُلدت في أمريكا وأشعر أنني أمريكية، لكن الناس يعاملونني الناس وكأنني لست كذلك، وأحاول فهم هويتي كآسيوية-أمريكية، وكورية-أمريكية وكامرأة'.
كانت كل تلك العناصر جزءاً من طفولتها وصباها التي عكست رحلة رومي في الفيلم.
وتضيف: 'يمكنني القول بصدق إنه في مراحل مختلفة من حياتي، كنت أكره الكثير من الأشياء في نفسي، وكنت أتمنى أن أكون شخصاً آخر. نحن كأطفال نتأثر بما نراه حولنا، وأعتقد أنني لم أرَ ما يكفي من الأشخاص الذين يشبهونني'.
عند إطلاقه على نتفليكس في يونيو/حزيران، حقق الفيلم 33 مليون مشاهدة خلال أسبوعين فقط، ودخل قائمة أكثر 10 أعمال مشاهدة على نتفليكس في 93 دولة.
بالنسبة لتشو، كان لعب دور البطولة في أول فيلم رسوم متحركة في هوليوود تدور أحداثه في كوريا، وتقوم ببطولته شخصيات كورية، بمثابة 'حلم تحقّق' - لكنه جعلها أيضاً قدوة مؤثرة للأطفال الآسيويين-الأمريكيين، من النوع الذي افتقدته هي في طفولتها.
وتقول إن كثيراً من الكوريين-الأمريكيين أخبروها بأن الأمر يشكّل 'لحظة منعشة'، تجعلهم يشعرون للمرة الأولى بالفخر بتراثهم وثقافتهم المزدوجة.
وتضيف: 'أشعر أن موسيقى الكيه بوب (موسيقى البوب الكورية) مهدت الطريق بالفعل. كما أن مستحضرات التجميل الكورية تركت أثراً كبيراً في زيادة محبة العالم لكوريا. لكنني أشعر أن هذا الفيلم هو ما دفع الأمور إلى مستوى آخر، فالجميع يريدون الآن الذهاب إلى كوريا'.
لكن نجاح الفيلم لم يكن مضموناً، وتقول تشو إنها شعرت بأن فريق العمل 'كان يواجه تحديات كبيرة أحياناً'.
وتضيف: 'يؤسفني قول ذلك، لكن في كل مرة يكون هناك مشروع تقوده شخصيات آسيوية، يشعر البعض بأنه مشروع ينطوي على مخاطرة'.
ولذلك، تقول تشو إنها عندما حصلت الدور، حرصت على اللقاء شخصياً بكل من يعملون فيه.
وصدر الفيلم في فترة كانت تشهد عمليات مداهمة موسعة للمهاجرين في الولايات المتحدة ضمن حملة الترحيل الجماعية التي تنفذها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما أثار احتجاجات في العديد من الولايات.
وتقول تشو إن ما يحدث 'محزن ومخيّب للآمال' بالنسبة لأي شخص آسيوي-أمريكي يعيش في الولايات المتحدة. وتضيف: «المهاجرون هم من صنعوا أمريكا كما نعرفها'.
وتقدّر وسائل إعلام كورية أن ما يصل إلى 150 ألف مهاجر كوري لا يملكون وثائق إقامة قانونية، بينهم أطفال متبنّون، قد يكونون من بين المعرضين للترحيل.
وتقول تشو إنها عندما كبرت أدركت أن العنصرية التي تعرضت لها في صغرها كانت ناجمة في أغلب الأحيان عن غياب الوعي، إذ لم يكن الناس يعرفون ما يعنيه أن يكون الشخص كورياً أو آسيوياً.
وتضيف: 'لكن الآن، في هذا العصر، حين يُفترض أن العالم والناس يعرفون أكثر، فالأمر مخيّب للآمال للغاية. وأحياناً نشعر باليأس وانعدام الجدوى'.
ولهذا السبب، تشعر بأنه أمر شخصي للغاية أن يقدم الفيلم 'الأمل والفرح والمحبة لكل هذه المجتمعات المختلفة'.
وتقول: 'ربما لهذا السبب يوصف بأنه فيلم هذا الصيف، لأننا كنا بحاجة إلى بعض الأمل وإلى شيء يجمعنا معاً'.
ويمثل انتشار الذكاء الاصطناعي مصدر قلق كبير لصناعة السينما، حيث توجد مخاوف من احتمال استخدامه في المستقبل لصناعة أفلام مثل 'كيه بوب ديمون هانترز'.
وتقول تشو إنها تدرك أن الذكاء الاصطناعي يُستخدم بالفعل لاستنساخ أصوات الممثلين، لكنها تأمل في أن 'يبقى لدى الناس الإيمان بالإنسانية'، وأن يستمروا في البحث عن الأعمال التي يصنعها البشر.
وتضيف: 'بالتأكيد، سيكون هناك ممثلون ومغنون بالذكاء الاصطناعي، وأعلم أنهم موجودون بالفعل. وأعلم أن أصواتنا يجري التلاعب بها، لكنني آمل أن يكون لدى الناس بعض الاحترام والرغبة والمحبة لما هو حقيقي'.
وحقق الفيلم نجاحاً كبيراً أيضاً في قوائم الموسيقى العالمية، إذ دخلت سبع أغنيات من موسيقاه التصويرية قائمة المئة أغنية الأكثر رواجاً Billboard Hot 100.
وله أيضاً رسوم فنية من المعجبين، ويطالب الجمهور حول العالم بجزء ثاني.
وتقول تشو إنها تتمنى لو استطاعت الإجابة عما إذا كان ذلك سيحدث، لكن عليها هي والجمهور انتظار قرار نتفليكس أو شركة سوني بيكتشرز إنترتينمنت، المنتجة للفيلم.
وأضافت: 'أعلم أن هناك الكثير من الشائعات، وقد سمعت أشياء رائعة. سنرى، وأعتقد أن العالم كله سيغضب إذا لم يحدث ذلك'.



































