اخبار المغرب
موقع كل يوم -الأيام ٢٤
نشر بتاريخ: ١٨ تموز ٢٠٢٥
في السابع عشر من يوليوز الجاري وقبل ساعات، كانت مدينة المحمدية على موعد مع وداع مهيب لأسطورة كرة القدم الراحل أحمد فرس الذي بصم اسمه بمداد من ذهب في تاريخ كرة القدم، كيف لا وهو الذي حصد الكرة الذهبية وأهدى المنتخب الوطني الكأس الإفريقية الوحيدة بتمريرته الرائعة للاعب الدولي السابق أحمد مكروح المعروف في الساحة الرياضية بـ 'بابا'.
كثيرون لم يخلفوا الوعد واصطفوا لحضور جنازته بمقبرة النسيم بالمحمدية وحرصوا على إلقاء نظرة الوداع الأخيرة، في مقدمتهم فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الذي بكى رحيله وهشام آيت منا، رئيس نادي الوداد ومحمد فاخر، الإطار الوطني الأسبق ونورالدين النيبت، اللاعب الدولي السابق، إضافة إلى أسماء أخرى.
الفنان الشعبي عبد الله الداودي هو الآخر مشى وراء جنازة أسطورة كرة القدم الراحل أحمد فرس إلى جانب أصدقاء هذا الأخير والمقربون منه، يتقدمهم أبناؤه وشقيقه.
الحزن خيم على المكان والفخر أيضا بسط سجادته هناك بعد أن عاد مجموعة من معارفه بذاكرتهم إلى الوراء، وهم يعددون خصاله ويتقاسمون براعته في مداعبة الكرة المستديرة وإنجازاته التي تركها منقوشة في جدار خزانة الكرة الوطنية.
لم تكن جنازته عادية فـ 'شهود الدنيا شهود الآخرة' كما يقال في الدارجة العامية ولعل الحشود الغفيرة التي حجّت إلى المقبرة أجابت بحضورها عن مكانة إنسان عاش شريفا ومات شريفا بعدما خمدت روحه بعد صراع مع المرض الخبيث.
قاوم المرض قبل فترة غير أنّ يد المنون كانت أقوى 'بغاه الله دّاه الله'.. مات ولم تمت أعماله وترك خلفا بكى لرحيله ونعى فقدانه بكلمات مؤثرة وصمد في نظرة الوداع الأخيرة بعد أن وُري جثمانه الثرى قبل أن تُرفع الأكف بالدعاء له بالرحمة والمغفرة.
المحبة والطيبة، كلمات فاحت رائحتها وظلت تتردد في حق الراحل قبل وبعد إلقاء نظرة الوداع الأخيرة على قبره قبل أن تعود الجموع الغفيرة من حيث أتت، وهي تودع نجما رياضيا نال قيد حياته، جائزة أفضل لاعب إفريقي سنة 1975 وقاد المنتخب الوطني الأول للتتويج بكأس الأمم الإفريقية سنة 1976.
الاتحاد الإفريقي لكرة القدم 'الكاف' في شخص رئيسه باتريس موتسيبي، نعى أسطورة الكرة المغربية أحمد فرس، كما نعاه الملك محمد السادس بعد أن وجّه برقية تعزية إلى عائلته، وهو يواسيها في مصابها الجلل على فقدانه، فمن حضر لتقديم واجب العزاء كان يقول بصوت واحد 'لله ما أعطى ولله ما أخذ وإنا الله وإنا إليه راجعون'، فماذا بينك وبين الله ليحبّك الناس كل هذا الحب يا فرس؟.