اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٣٠ حزيران ٢٠٢٥
تواصل الخطوط الملكية المغربية 'لارام' تعزيز مكانتها كقوة جوية قارية لا يستهان بها، مؤكدة تفوقها الواضح على غريمتها الإقليمية الخطوط الجوية الجزائرية، التي تبدو عاجزة عن مجاراتها رغم محاولات التوسع الأخيرة.
ووفق تقرير حديث لمجلة 'جون أفريك' الفرنسية، فإن 'لارام' المدعومة بوضع مالي مريح وتحالفات دولية قوية، تتقدّم بثبات على الخطوط الجوية الجزائرية التي لا تزال تعتمد على خطوات مترددة وخطط جزئية للتوسع، يعوقها في كثير من الأحيان التوتر الجيوسياسي وغياب التحالفات العالمية.
وفيما تروّج الجزائرية لمشاريع مستقبلية لا تزال قيد التأسيس، أعلنت الخطوط الملكية المغربية بالفعل عن مضاعفة أسطولها من 50 إلى 130 طائرة بحلول 2030، استعدادا لأحداث كبرى مثل كأس الأمم الأفريقية 2025 وكأس العالم لكرة القدم 2030، وهي مناسبات تعي الشركة تمامًا أهميتها في تكريس الريادة المغربية إقليميا وقاريا.
وبحسب الصحفية الفرنسية، فإن الخطوط الملكية المغربية تعد اليوم ثاني أكبر شركة طيران في أفريقيا بعد الخطوط الإثيوبية، برقم أعمال بلغ 1.7 مليار دولار في 2024، وشبكة تربط 89 وجهة منها 28 أفريقية، في مقابل 394 مليون دولار فقط لنظيرتها الجزائرية التي لا تزال تعاني من محدودية الانتشار والقيود الجيوسياسية، خصوصا بعد أزمة مالي التي أجبرتها على إعادة تكييف مساراتها.
توسع جريء وأساطيل حديثة
في مقابل 56 طائرة جزائرية تفتقر للتحديث، تتجه الخطوط الملكية المغربية لامتلاك أسطول متنوع وحديث من طائرات بوينغ 737 و787، إلى جانب طائرات إمبراير 190، مع خطة مستقبلية لبلوغ 200 طائرة بحلول 2037، واستهداف نقل 32 مليون مسافر سنويا.
ولم يقتصر هذا التوسع على البنية التقنية فقط، بل يشمل كذلك تدشين خطوط جديدة في أفريقيا، من كيغالي إلى نجامينا فالخرطوم، مما يعكس عمق الرؤية المغربية لتأمين مكانة دائمة في أسواق القارة التي باتت مسرحا للتنافس الدبلوماسي والاقتصادي بين الرباط والجزائر.
تحالفات تعزز النفوذ
وفي حين تكتفي الجزائرية بتحركات فردية، انضمت الخطوط الملكية المغربية إلى تحالف 'Oneworld' العالمي، الذي يتيح لها الوصول إلى 900 وجهة عبر اتفاقيات ذكية مع شركات كبرى مثل الخطوط الجوية القطرية وإيبيريا، إضافة إلى شراكات استراتيجية مع إير سنغال وموريتانيا للطيران. هذه التحالفات تمنح RAM أفضلية تنافسية كبيرة دون تحميلها أعباء تشغيلية إضافية.
الجزائرية: طموحات دون أدوات
في المقابل، ورغم الخطاب السياسي المرافق لها، تبدو الخطوط الجوية الجزائرية وكأنها تُصارع الواقع بأدوات الماضي. وأشار تقرير 'جون أفريك' إلى أن غيابها عن التحالفات الكبرى، واعتمادها على مشاريع محلية أو مزدوجة، كإنشاء شركة للرحلات الداخلية بعد حل 'طاسيلي للطيران'، يكرّس عزلتها عن الحراك الدولي المتسارع، ويحد من قدرتها على تقديم بديل جدي للمسافر الأفريقي والدولي على حد سواء.
بينما تُحاول الجزائر تحويل مطار هواري بومدين إلى محور رئيسي في القارة، تعمل 'لارام' على تعزيز أدوار مطاراتها الإقليمية – من مراكش إلى الداخلة – في إطار استراتيجية متكاملة تُرسّخ الدار البيضاء كبوابة أفريقيا الأولى، بقدرة استيعابية متوقعة تفوق 20 مليون مسافر سنويًا بحلول 2030.
المغرب يحلّق… والجزائر تُجرب
تؤكد الأرقام والحقائق أن الخطوط الملكية المغربية تحلّق بعيدا، مدفوعة برؤية اقتصادية ودبلوماسية متكاملة، بينما لا تزال الخطوط الجوية الجزائرية تراوح مكانها، تبحث عن موطئ قدم في قارة تشهد سباقا جويا محموما.
وبينما تواصل 'لارام' رسم ملامح الريادة المغربية في الجو كما في الأرض، تبدو المنافسة – رغم مساعي الجزائر – محسومة لصالح الرباط، التي نجحت في تحويل طائرتها الوطنية إلى أداة دبلوماسية بامتياز، وجسر تواصل استراتيجي مع عمقها الأفريقي.