اخبار المغرب
موقع كل يوم -الأيام ٢٤
نشر بتاريخ: ٣٠ حزيران ٢٠٢٥
أعلنت الهيئة المغربية للسوسيولوجيا، ومعها الجسم الأكاديمي والرأي العام المغربي أن الجمعية الدولية للسوسيولوجيا (154) قد صوتت على تعليق عضوية الجمعية السوسيولوجية الإسرائيلية (155)، وهي العضوية التي تعود إلى سنة 1967.
وأوضحت الهيئة المغربية للسوسيولوجيا، في بيان توصلت 'الأيام 24' بنسخة منه، أن هذا القرار يأتي استجابة لنداءات متصاعدة من أصوات علمية وأكاديمية حرة عبر العالم، من بينها الهيئة المغربية للسوسيولوجيا التي تقدمت بترشيح المغرب لاحتضان المنتدى العالمي الخامس للسوسيولوجيا بمدينة الرباط عاصمة الأنوار والثقافة، خلال الفترة الممتدة من 6 إلى 11 يوليوز 2025.
وأكد البيان، أن هذا القرار يعد انتصارا أخلاقيا وعلميا للهيئة المغربية ولكل القوى الأكاديمية والمدنية التي ناصرتها، بشكل مباشر أو غير مباشر في هذا المسعى النبيل الذي يعكس الرؤية المغربية للعالم رؤية تتأسس على الدفاع عن القضايا العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، بوصفها توأما لقضية الوحدة الترابية.
وسجل البيان، أن الجمعية السوسيولوجية الإسرائيلية، أثبتت انحيازها الواضح للسياسات الاستعمارية والعدوانية التي تمارس في حق الشعب الفلسطيني، مكتفية ببيانات غامضة تلمح إلى إنهاء الاحتلال، دون الاعتراف الحقيقي بفظاعة الجرائم الجارية، ولا سيما في قطاع غزة مع حقه في دولته المستقلة.
وشدد على أن 'العالم الحقيقي في أي حقل معرفي كان لا يمكن أن ينكر أن جوهر العلم هو التلاقي العميق بين المحبة والجمال، والخير فمن يوظف العلم بعيدا عن هذه القيم، إنما يستغله كوسيلة لتحقيق مصالح أو تمرير إيديولوجيات ولا يخدم الحقيقة، ولا يسهم في بناء المعرفة الإنسانية'، مبينا أن 'هذا الأمر ينطبق بشكل كبير على العلوم الاجتماعية، وعلى رأسها السوسيولوجيا، التي لا تكتمل رسالتها إلا بالانخراط الأخلاقي الواعي في قضايا الحرية والعدالة، والكرامة الإنسانية'.
وخلص البيان، إلى أنه تم الحفاظ على مصداقية الجمعية الدولية للسوسيولوجيا بفضل هذا القرار الشجاع الذي ينصت إلى نداءات الضمير الإنساني، ويُعيد الاعتبار الرسالة المنتدى الخامس للسوسيولوجيا المنعقد تحت شعار: 'معرفة العدالة في عصر الأنثروبوسين'، وهو موضوع يناقش لأول مرة بهذا العمق والحجم في محفل دولي ينظم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وبرعاية سامية من الملك محمد السادس، وبتنظيم من جامعة محمد الخامس بالرباط.
وبعد أن تقدمت الهيئة المغربية للسوسيولوجيا، بالشكر والتقدير إلى رئيس الجمعية الدولية للسوسيولوجيا، الأستاذ جيفري بلايرز ( Geoffrey Pleyers)، وإلى الأستاذة أليسون – ماري لوكونتو (Allison-Marie Loconto)، رئيسة المنتدى العالمي الخامس للسوسيولوجيا على جهودهما النوعية، ثمنت هذا القرار الذي يعكس روح المدرسة المغربية للسوسيولوجيا المتجذرة في التربة الفكرية المتعددة الروافد والمستلهمة لقيم العدل والتنوع والكرامة.
يذكر أن العديد من الأكاديميين المغاربة والأجانب أعلنوا مقاطعتهم للمنتدى العالمي الخامس لعلم الاجتماع، المقرر عقده في الرباط خلال يوليوز المقبل، احتجاجا على مشاركة أكاديميين إسرائيليين في فعالياته.
وجاء هذا الموقف من خلال منشورات لعدد من الباحثين والأكاديميين عبر منصة “فيسبوك”، حيث عبّر الأكاديمي المغربي عصام الرجواني، في منشور له، عن رفضه لما وصفه بـ”التطبيع الأكاديمي، وتلميع الإبادة الجماعية الإسرائيلية”.
وأعلن الرجواني، وهو أستاذ علم الاجتماع بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة ابن طفيل بمدينة القنيطرة، مقاطعته الرسمية للمنتدى، المزمع تنظيمه في جامعة محمد الخامس (حكومية) ما بين 6 و11 يوليوز المقبل.
وقال في منشوره: “في الوقت الذي يخوض فيه الكيان الصهيوني حرب إبادة وحشية ضد الفلسطينيين في غزة، لا يمكن لعلماء الاجتماع المغاربة أن يُسهموا في تلميع صورته أو يتورطوا في هذا العار”.
من جهته، أعلن الباحث في جامعة بلجيكية، ناجي مروة، رفضه المشاركة في المنتدى رغم قبول بحثه سابقا، مؤكّدا عبر “فيسبوك” يوم الثلاثاء أن انسحابه جاء بعد التأكد من مشاركة ممثلين عن “الكيان الصهيوني”.
وأضاف مروة أن “مجموعة من الباحثين والأكاديميين من جامعة غنت في بلجيكا أعلنوا رسميا مقاطعتهم لهذا المؤتمر”، دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وفي السياق نفسه، دعت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (وهي هيئة غير حكومية) يوم الأربعاء، الأكاديميين المتضامنين مع الشعب الفلسطيني إلى الضغط على الجمعية الدولية لعلم الاجتماع لإلغاء مشاركة الأكاديميين الإسرائيليين.
وتُعد الجمعية الدولية لعلم الاجتماع، وهي الجهة المنظمة للمنتدى، مؤسسة غير حكومية تضم عدداً من الجامعات والمؤسسات الأكاديمية حول العالم.
وأهابت الحملة، في بيان لها، بالباحثين إلى “إلغاء كافة أشكال التعاون الاقتصادي والتجاري والأكاديمي مع إسرائيل، التي تُسهم في ترسيخ وجودها غير القانوني ونظام الفصل العنصري (الأبارتهايد) في الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
ومن المرتقب أن يشهد المنتدى العالمي الخامس مشاركة أكثر من 4500 باحث من نحو 100 دولة.