اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٣٠ حزيران ٢٠٢٥
خلق حفل مغني الراب 'الغراندي طوطو' في مهرجان 'موازين.. إيقاعات العالم' الذي شهد حضورا جماهيريا قياسيا نقاشا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي تجاوز الموسيقى إلى الحديث عن 'الحدود الفاصلة بين حرية التعبير والمسؤولية المجتمعية'.
وانقسمت الآراء في منصات التواصل الاجتماعي، بين مؤيدين اعتبروا طوطو 'صوت الجيل الجديد' الذي يترجم تمرده بلغة الشارع، وبين منتقدين وصفوا محتوى عرضه بـ'المسيء للذوق العام' و'غير الملائم للمهرجان الأكبر في المغرب'، خاصة بالنظر إلى ماضيه المثير للجدل وتصريحاته السابقة المتعلقة بتعاطيه الحشيش.
عودة مثيرة بعد توقيفات واعتذارات
تأتي مشاركة 'طوطو' في 'موازين' بعد فترة من 'الإبعاد الضمني' عن الساحة الرسمية، على خلفية تصريحاته سنة 2022 التي أقر فيها بتعاطي المخدرات، الأمر الذي عرضه لموجة هجوم وصل صداها إلى قبة البرلمان، ما اضطره حينها إلى تقديم اعتذار علني، في خطوة بدت كنوع من التهدئة مع الرأي العام الذي طالب بمحاكمته.
وأعادت عودة 'طوطو' إلى الساحة الفنية الرسمية من خلال مهرجان 'موازين' إشعال الجدل، وطرحت تساؤلات حول مدى اتساق السياسات الثقافية في المغرب، وإن كانت تستند إلى منطق تربوي اجتماعي أم إلى حسابات جماهيرية وربحية بحتة.
وعبر العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عن استيائهم من منح 'طوطو' فرصة الظهور من أكبر منصة في مهرجان 'موازين'، معتبرين أن ذلك تشجيع على الانحلال الأخلاقي وتأثيرا سلبيا على الآلاف من متابعيه من فئة المراهقين.
من جهة أخرى يرى مناصرو 'طوطو'، أنه 'حالة فريدة ومرآة لجيله'، وأنه نموذج لتحوّل الذائقة الفنية نحو الواقعية والاحتجاج، بعيدا عن التجميل والخطاب الرسمي.
واعتبر بعض المتابعين للساحة الفنية، أن الجدل الذي يرافق حفلات 'طوطو' لا يرتبط فقط بشخصه، بل يكشف صراعا عميقا بين جيلين: الأول يرى في الفن وسيلة تهذيب وتربية، وجيل جديد يطالب بمنصة للتعبير عن غضبه، قلقه، وتمرده، بلغة قد تكون صادمة لكنها تعبر عن واقعه.
وكانت شوارع العاصمة الرباط، قد غصّت مساء أول أمس السبت بعشرات الآلاف من المعجبين الذين توافدوا من مختلف المدن، ما أدى إلى اختناقات مرورية، وإغلاق جزئي لبعض المحاور الرئيسية.
وشهد محيط الحفل تواجدا أمنيا مكثفا، وارتباكا واضحا في حركة السير، خاصة عند مدخل حي أكدال ومحيط شارع محمد السادس، وسط محاولات متكررة لتنظيم الحشود التي فاقت التوقعات.
وبدأ التوافد منذ الساعات الأولى من مساء السبت، وامتد طابور الدخول على مئات الأمتار، حيث رصدت الكاميرات مشاهد اكتظاظ غير مسبوق، وهتافات متواصلة باسم طوطو، الذي يعد من أكثر مغني الراب شعبية في صفوف الشباب المغربي.
وكان مهرجان “موازين إيقاعات العالم” قد رضح للرابور المغربي طه فحصي الشهير بـ”الغراندي طوطو” حيث جرى التعاقد معه على إحياء حفل غنائي بمناسبة الدورة الـ20 للفعالية الفنية التي نظمت في الفترة ما بين 20 و28 يونيو الجاري على منصة “السويسي” المخصصة بشكل حصري للنجوم الأجانب العالميين.
واشترط “طوطو” على إدارة مهرجان “موازين” في الدورات السابقة منحه منصة السويسي من أجل المشاركة في فعاليته، الأمر الذي جرى رفضه لعدة سنوات.
وعبر الرابور المغربي في لقاءات إعلامية له عن رفضه الصعود على منصة “النهضة” المخصصة للفنانين العرب، أو منصة “سلا” المخصصة للمغاربة، لأنه ليس أقل شأنا من النجوم العالمين الذين يستضيفوهم “موازين”، مشيرا إلى أنه يحقق أرقام استماع قياسية على مستوى العالم ويستقطب جمهورا عريضا داخل المغرب وخارجه، وفق تعبيره.
وبذلك يصبح “طوطو” أول مغني مغربي يصعد على منصة “السويسي”، بعد ملك الراي الشاب خالد، والرابور العالمي الحاصل على الجنسية الأمريكية فرانش مونتانا، ولافورين الحامل للجنسية الفرنسية.
وبمشاركته في “موازين” هذه السنة يكسر “طوطو” القيود التي فرضت عليه خلال السنتين الأخيرتين، حيث عبر عدة مرات عن استيائه من تهميشه واستبعاده من مجموعة من التظاهرات الرسمية بسبب الجدل الذي أثاره تفاخره بتعاطي الحشيش.