اخبار المغرب
موقع كل يوم -العمق المغربي
نشر بتاريخ: ٢٣ تموز ٢٠٢٥
لا يزال ناقوس المجاعة يقرع كل أبواب قطاع غزة، في ظلّ موجة من الغضب والإحباط تجتاح منصات التواصل الاجتماعي، إثر المشاهد المروّعة لأطفال غزة وهم يعانون من الجوع الشديد، وسط صمت المجتمع الدولي إزاء 'الإبادة والتجويع'، رغم تزايد التحذيرات الأممية من ارتفاع حالات الوفاة والإصابة بسوء التغذية الحاد والمزمن جرّاء الجوع والعطش في القطاع.
ومع تفاقم سوء التغذية الناتج عن النقص الحاد في المواد الغذائية، تواصل المجاعة حصد الأرواح، إذ أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة تسجيل عشر حالات وفاة جديدة بسبب المجاعة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مشيرة إلى أن العدد الإجمالي للوفيات بلغ 111 حالة.
وكان مجمّع الشفاء الطبي قد أعلن، أمس الثلاثاء، عن وفاة 21 طفلًا غزيًا خلال الساعات الاثنتين والسبعين الماضية، بسبب سوء التغذية والمجاعة، ما يجعل القطاع يواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وأصدرت وزارة الصحة بيانات جديدة عن الأشهر الستة الأولى من عام 2025، تُبرز بشكل مروّع آثار الظروف المزرية في مختلف أنحاء القطاع على الحياة الجديدة، مسلطةً الضوء على التحديات الجسيمة التي تواجهها الأمهات والمواليد الجدد في بيئة تُستهدف فيها الرعاية الصحية بشكل ممنهج.
وقد انخفض عدد الولادات بشكل حاد خلال النصف الأول من عام 2025، مسجّلًا 17,000 ولادة، بانخفاض كبير مقارنة بـ 29,000 ولادة في نفس الفترة من عام 2022، أي بنسبة تراجع بلغت 41% في معدل المواليد خلال عامين فقط. وفي الوقت ذاته، توفيت 220 أمًّا أثناء الولادة، أي أكثر من 20 ضعفًا مقارنة بإجمالي وفيات الأمهات المسجلة عام 2022، فضلًا عن وفاة ما لا يقل عن 20 مولودًا جديدًا خلال 24 ساعة من ولادتهم.
وفي هذا السياق، حذّر صندوق الأمم المتحدة للسكان، في بلاغ له، من عواقب كارثية على الولادات في غزة في ظل المجاعة والصدمات النفسية وانهيار الرعاية الصحية، مشيرًا إلى أن الحرمان من الغذاء، وانهيار نظام الرعاية الصحية، والضغط النفسي الهائل، تُفضي إلى نتائج كارثية تؤثر على النساء الحوامل والمواليد الجدد، مما يهدد حياة جيل كامل.
وقالت ليلى بكر، المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية، إن حجم معاناة الأمهات الجدد وأطفالهن في غزة 'يفوق الوصف'، مضيفة أن لكل أم وطفل الحق في ولادة آمنة وبداية حياة صحية، وأن هذا الحرمان الممنهج من الحقوق الأساسية يدفع جيلاً بأكمله إلى حافة الهاوية.
وأبرزت أن 'المستشفيات والمرافق الصحية التي لا تزال تعمل جزئيًا، تضرّرت أو دُمّرت غالبيتها، وفقدت بشكل متزايد قدرتها على إبقاء الأمهات والرضّع على قيد الحياة'، مشيرة إلى أن 70% من الأدوية الأساسية غير متوفرة، ونصف المعدات الطبية تالفة، مما يحدّ بشدة من إمكانية تقديم الرعاية الضرورية للأطفال حديثي الولادة، بنسبة تصل إلى 70%.
ودعا صندوق الأمم المتحدة للسكان إسرائيل إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية دون عوائق وبشكل مستدام، بما في ذلك الوقود والإمدادات الطبية والدعم الغذائي، فضلًا عن تجنّب عسكرة توزيع هذه المساعدات، مؤكدًا أن كل لحظة تُفقد تعني مزيدًا من الأرواح التي كان بالإمكان إنقاذها، ومعاناة لا توصف للفئات الأكثر ضعفًا، حسب تعبير البلاغ.